تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت باهتمام التطورات السياسية والعسكرية داخل ليبيا خاصة العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» ومحاولات المفتي السابق الصادق الغرياني لتأجيج الشارع الليبي ضد المجلس الرئاسي.

«البنيان المرصوص» تتقدم في سرت
نبدأ من جريدة «الخليج» التي تناولت العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» في مدينة سرت، إذ سجلت قوات «البنيان المرصوص» تقدمًا أمام قوات التنظيم، واستهدفت مواقع التنظيم بالمدفعية والطائرات.

ونقلت عن بيان للمركز الإعلامي لقوات «البنيان المرصوص» أن «قواتنا تتقدم على أحد المحاور بعد قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة من «البنيان المرصوص» أمس الجمعة، بينما أصيب 22 عنصرًا آخر بجروح.

وفي بنغازي، أكد الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، تواصل العمليات العسكرية في القطاع الغربي لبنغازي. وذكر أن قوات الجيش تمكنت من تطهير محاور عدة في المدينة.
ومن جهته نفى الناطق باسم القوات الخاصة «الصاعقة» العقيد ميلود الزوي الأخبار المتداولة عن سيطرة الجيش على بوابة القوارشة غرب بنغازي.

وعلى صعيد آخر، أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، موسى الكوني، استئناف تصدير النفط من موانئ الهلال النفطي، وإعادة فتح ميناءي السدرة وراس لانوف.

وقال: «بالنيابة عن المجلس الرئاسي أعلن وبكل أمل وتفاؤل عن استئناف تصدير النفط من موانئ الهلال النفطي كبداية لاستعادة بلادنا عافيتها من أقصاها إلى أقصاها، وكلنا يعلم أن النفط يعد شريان الحياة الاقتصادية في بلادنا، إذ إن توقف تصديره أثّر في الحياة الاقتصادية وعصف بالتنمية».

«محاولة انقلابية» في طرابلس
أما جريدة «البيان» الإماراتية فأوردت أن القوات الأمنية التابعة لحكومة الوفاق الوطني «أحبطت محاولة انقلابية كانت تخطط لها مجموعات تابعة للمفتي السابق الصادق الغرياني للسيطرة على مؤسسات الدولة».

ونقلت الجريدة عن مصادر ليبية أن «مجموعات مسلحة تابعة لصادق الغرياني بدعم من (سرايا الدفاع عن بنغازي) و(مجلس شورى ثوار درنة) و(مجلس شورى ثوار بنغازي) كانت تخطط لانقلاب أمني في طرابلس والسيطرة على مؤسسات الدولة، إذ تم الإعداد لخروج مظاهرات ضد حكومة الوفاق تحت اسم (جمعة إسقاط حكومة الوصاية)، وتم الإعداد لاقتحام مقار الحكومة والوزارات والسيطرة عليها».
ومن جهته أعلن المجلس الرئاسي حالة الاستعداد القصوى بالعاصمة طرابلس، داعيًا وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية إلى اتخاذ الإجراءات كافة لتنفيذ القرار، مانحًا لهما الصلاحيات كافة لتأمين منطقة طرابلس الكبرى؛ وضمان المحافظة على أمن المواطن واستقرار مؤسسات الدولة.

ووضع القرار قوة الغرفة الأمنية المشتركة تحت الإشراف المباشر لوزير الداخلية، على أن تنسق مع مديريات الأمن الواقعة فى نطاقها وتتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية الأخرى.

وعقب ساعات من إعلان المجلس الرئاسى رفع درجة التأهب فى العاصمة، تم إغلاق طريق السكة ومحيط ديوان رئاسة الوزراء لأسباب مجهولة، وأجرى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج زيارة لغرفة عمليات طرابلس للوقوف على الترتيبات الخاصة بتأمين العاصمة والمرافق الحيوية.

وكان صادق الغرياني دعا خلال الأسبوع الماضي إلى الإطاحة بالمجلس الرئاسي، وقاد نجله سهيل الغرياني مظاهرة اقتحمت مقر المجلس في القاعدة البحرية، ثم مقر وزارة الخارجية، حيث رفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط حكومة السراج، بدعم من «سرايا الدفاع عن بنغازي».

ومن جانبها، نقلت جريدة «العرب» اللندنية أن صادق الغرياني يحاول استغلال الأزمات التي تشهدها ليبيا من أزمة كهرباء وغلاء للأسعار إضافة إلى الأنباء عن وجود قوات أجنبية في تأجيج الشارع الليبي ضد المجلس الرئاسي سعيًا لإسقاطه، وهو ما دفع الأخير إلى اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة داخل العاصمة.

وشهدت العاصمة طرابلس الخميس والجمعة انتشارًا أمنيًا واسع النطاق، بعد قرار المجلس لتأمين المواطنين ومؤسسات الدولة. وجاء ذلك بالتزامن مع اجتماع عقده فائز السراج في غرفة عمليات طرابلس الأمنية، بحضور مسؤولين كبار في وزارة الداخلية.
وظهر الغرياني عبر قناة «التناصح» ليفتي ببطلان شرعية حكومة الوفاق وذلك لعدم نيلها الثقة من «ولي الأمر»، مضيفًا أن «قرارات حكومة الوفاق غير منسجمة مع الشريعة لكون هذه الحكومة تم تنصيبها من قبل المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر لذلك فإن القرارات الصادرة عنها كافة لا يعتد بها ولا قيمة لها لأنها غاصبة السلطة».

ونقلت الجريدة عن النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، أن «هناك من يعمل على استغلال الأزمات التي يعيشها المواطنون، وخاصة السيولة والكهرباء، بالإضافة إلى موضوع التدخل الفرنسي الأخير لتحقيق مآرب سياسية».

ويرى مراقبون، نقلت عنهم «العرب»، أن تصريحات الغرياني من شأنها تأجيج الشارع ضد المجلس الرئاسي خاصة مع اتساع حجم الاستياء الشعبي من أداء المجلس خلال ثلاثة أشهر على بداية عمله، الأمر الذي عكسته الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الفترة الماضية احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للكهرباء وتواصل أزمة شح السيولة في البنوك.