اعتقلت الشرطة الأميركية في مدينة بالتيمور عددًا من المتظاهرين لتحديهم حظر التجوال، للاحتجاج على وفاة شاب أميركي من أصل أفريقي يُدعى فريدي غراي داخل عربة للشرطة، الذي أشعل أعمال شغب في المدينة.

وذكرت وكالة «فرانس برس» اليوم السبت أن عمليات الاعتقال تمت في المساء قبل بدء حظر التجوال لليلة الرابعة على التوالي، وشكل المتظاهرون سلسلة أمام قوات الأمن رغم إعلان ملاحقة ستة شرطيين.

وذكرت الشرطة في بالتيمور في تغريدة على موقع «توتير» أن «عناصر الشرطة أوقفوا المتظاهرين الذين رفضوا مغادرة المكان بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ»، وقال متظاهر لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنه «أُوقف ظلمًا إنها مدينتي أقيم هنا وليس الشرطة».

وهتف المتظاهرون في مسيرة أمس الجمعة عند اقتراب عناصر من الشرطة المكلفين مراقبة التجمعات «أرسلوا الشرطة إلى السجن النظام بأكمله مذنب» و«أوقفوا احتلال بالتيمور»، ورفعوا لافتات تقول «شكرا موسبي» في إشارة إلى المدعية العامة لماريلاند مارلين موسبي التي أعلنت ملاحقة ستة شرطيين.

وتشهد مدينة بالتيمور تظاهرات يومية منذ وفاة غراي، تحولت الإثنين الماضي إلى أعمال شغب، ويطالب المتظاهرون «بالعدالة من أجل فريدي غراي»، الذي توفي في 19 أبريل متأثرًا بإصابة خطيرة خلال نقله داخل عربة للشرطة في 12 أبريل دون حزام أمان، بينما يداه ورجلاه مكبلة وقد طُرح أرضاً في العربة.

ملاحقة رجال الشرطة
وأعلنت المدعية العامة في مريلاند مارلين موسبي ملاحقة ستة رجال شرطة، وتوجيه تهم بينها قتل غير عمد إلى أربعة منهم، وندد محامي نقابة شرطة بالتيمور أمس الجمعة بـ «تسرع» القضاء الأميركي، بينما رحب أفراد من أسرة غراي بالقرار، كما رحب سكان المدينة الأكثر تأثرًا بالتظاهرات بقرار المدعية العامة.

وقال النقيب السابق في الشرطة والمحامي عن الشرطة مايكل ديفي: «لم أر يومًا مثل هذا التسرع في توجيه تهم جنائية، نعتقد أن هؤلاء الشرطيين ستتم تبرئتهم لأنهم لم يرتكبوا أي سوء».

وأكد حاكم ماريلاند لاري هوغان أنه «يثق بالقضاء الجنائي»، وحث كل الأطراف على التصرف بشكل سلمي.
إصابة مميتة سبب الوفاة
وأوضحت موسبي خلال مؤتمر صحفي أن التحقيق والتشريح كشفا أن وفاة غراي جاءت نتيجة إصابة مميتة بينما لم يكن يضع حزام أمان داخل عربة الشرطة التي توقفت ثلاث مرات، وأن الشاب أصيب بشكل بالغ في عنقه لأنه كان مكبل اليدين والرجلين دون حزام أمان.

وأضافت موسبي أن «يدي فريدي غراي كبلتا وراء ظهره عند توقيفه، وعاني من صعوبات في التنفس وطلب إعطاءه أدوية دون جدوى»، موضحة أن الشرطيين عثروا على سكين في بنطلونه عندما أجلسوه.

وأكدت موسبي أن الشرطيين لم يعطوا أي مبرر لتوقيفه، وعليه فإن ثلاثة منهم تتم ملاحقتهم بتهمة توقيفه بشكل غير قانوني، وتم توجيه تهمة القيام بسلوك ينطوي على خطر أفضى إلى القتل دون اكتراث لحياة الآخرين لأحد الشرطيين.

وشهدت نيويورك، تظاهر مئات الأشخاص في يونيون سكوير رافعين لافتات كتب عليها «العدالة لفريدي غراي» و«حياة السود وذوي البشرة الداكنة مهمة»، مطالبين بنزع سلاح شرطة نيويورك، وأعرب الرئيس باراك أوباما عن أمله في تسليط الضوء بالكامل على وفاة غراي، وقال: «كل ما يريده سكان بالتيمور أكثر من أي شيء آخر هو الحقيقة».