كشف الموقع الرسمي للأمم المتحدة تفاصيل إصدار الجمعية العامة للمنظمة الدولية قرارًا يندد بالعدوان الروسي على أوكرانيا، ويطالب روسيا بالكف فورًا عن استخدامها للقوة والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو في الجمعية.

وطالب القرار الصادر عن الجمعية العامة الأربعاء الماضي، روسيا بالسحب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليًا.

5 دول ضد القرار.. ما هي؟ 
وصوتت لصالح القرار 141 دولة فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى. وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده.

الدول التي صوتت ضد القرار هي: روسيا، سورية، بيلاروسيا، أريتريا، كوريا الشمالية. ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت العراق، الجزائر، السودان، جنوب السودان، إيران، الهند، باكستان، كوبا، الصين، وفق الموقع.

وأعاد القرار تأكيد الالتزام بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليًا، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية. كما أشار إلى «قلق بالغ» إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق مدنية مثل المساكن والمدارس والمستشفيات، وسقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم النساء وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة والأطفال. كما أدان القرار إعلان روسيا زيادة جاهزية قواتها النووية.

بيلاروسيا تنفى الاتهامات بمساعدة روسيا
ممثل بيلاروسيا تحدث قبيل اعتماد القرار، نافيًا الاتهامات الموجهة لبلاده بمساعدة روسيا في هجومها على أوكرانيا. وأشار إلى أن رئيس بلاده بذل جهودًا حثيثة لجمع الأطراف الروسية والأوكرانية. وأضاف: «نعم نحن منخرطون. وانخراطنا هذا يقوم على تنظيم مباحثات بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا. هدفنا هو توفير كل الظروف المواتية لعقد هذه المباحثات». وحذر من مغبة العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، قائلًا إن تداعياتها ستنعكس على دول كثيرة.

أما مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد، فدعت روسيا إلى وقف حربها التي لا مبرر لها، كما دعت بيلاروسيا إلى التوقف عن دعمها للحرب.

بدورها، وصفت مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، اعتماد القرار بأنه إشارة ضرورية في سبيل المضي قدمًا، «ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعًا».

إيران تدعو لعلاج أسباب المشكلة من جذورها
أما ممثل إيران فشدد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية، مع ضمان أمن وسلامة جميع المدنيين. كما دعا إلى ضرورة مواجهة أسباب المشكلة الجذرية، مشيرًا إلى أن الأوضاع في شرق أوروبا تفاقمت بسبب «الأفعال الاستفزازية للولايات المتحدة والناتو»، منبهًا بضرورة احترام «شواغل روسيا».

ونادى كذلك بالحوار لمواجهة الأزمة بغرض التوصل إلى نتائج طويلة الأمد. كما دعا الأمم المتحدة إلى «التخلي عن الكيل بمكيالين ولا سيما عندما يتعلق الأمر بصون السلم والأمن الدوليين».

مصر ترفض توظيف العقوبات خارج النظام الدولي
من جانبها، صوتت مصر لصالح اعتماد القرار، وأكد ممثلها عقب التصويت على عدد من النقاط منها ضرورة البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال الدبلوماسية النشطة، والتأكيد على عدم غض الطرف عن البحث في جذور ومسببات الأزمة الراهنة، ورفض منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف.

أما الجزائر التي امتنعت عن التصويت لصالح القرار، فقال ممثلها إن بلاده تتابع بقلق بالغ تطور الأوضاع الخطيرة والمتصاعدة في أوكرانيا. وشدد على احترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، طبقًا للشرعية الدولية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

تاريخ العراق يدفع ممثلها للامتناع عن التصويت 
وحذر ممثل العراق من «إمكانية استغلال الإرهابيين» لحالة الانقسام في المجتمع الدولي، بما يعطل ويعيق الجهود الدولية المشتركة الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وقال إن امتناع بلاده عن التصويت لصالح مشروع القرار جاء من «الخلفية التاريخية التي مرّ بها العراق والمعاناة من الحروب المستمرة التي تعرضت لها الأجيال، حيث إن العراق وبشكل مبدئي لا يؤيد الحروب كحل للأزمات».

وأكد على وجوب حل النزاعات بالطرق السلمية للحفاظ على سلامة المدنيين، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وكذلك علة ضرورة سلامة وأمن البعثات الدبلوماسية والمواطنين في ساحة الصراع.