Atwasat

نجاح «طالبان» في أفغانستان يمنح زخما لنظيرتها في باكستان

القاهرة - بوابة الوسط السبت 13 نوفمبر 2021, 05:09 مساء
WTV_Frequency

أعطت سيطرة حركة «طالبان» على الحكم في أفغانستان زخمًا إضافيًّا لنظيرتها الباكستانية «طالبان- باكستان» التي برزت من جديد منذ عام، ما أرغم إسلام أباد على التفاوض معها لتجنب العودة إلى الوقت الذي كانت ترعب فيه البلاد.

وشنت «طالبان- باكستان»، وهي حركة منفصلة عن «طالبان» الأفغانية لكن تحرِّكها الأيديولوجية نفسها وتاريخ مشترك طويل، هجمات دامية لا تُحصى هزت باكستان بين إنشائها في 2007 و2014، وفق «فرانس برس».

لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثفة شنها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية. إلا أنها استعادت قوتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة، لاسيما بعد عودة «طالبان» إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس.

 زعيم «طالبان- باكستان»
يقول مصدر من حركة «طالبان- باكستان» لـ«فرانس برس»، «منذ سقوط كابل، بات بامكان (مقاتلينا) التحرك بحرية (أكبر) من الجانب الأفغاني. لم يعد لديهم خوف من طائرات مسيَّرة أميركية، وبات باستطاعتهم عقد لقاءات والتواصل بسهولة».

وظهرت استعادة الثقة هذه أواخر أكتوبر من خلال نشر صور زعيم «طالبان- باكستان»، المفتي نور ولي محسود، يتنقل علنًا في أفغانستان ويصافح السكان ويتحدث على الملأ. هذا الأمر كان مستحيلًا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة الموالية للدول الغربية.

 استنساخ إنجاز طالبان 
وتبنت حركة «طالبان- باكستان» 32 هجومًا في أغسطس و37 في سبتمبر، وهو أعلى عدد هجمات تتبناها الحركة خلال شهر منذ «خمسة أو ستة أعوام»، بحسب ما أعلن الباحثان أميرة جدعون وعبد السيد في مقال نُشر أخيرًا. كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن 149 هجومًا العام 2020، أي أكثر بثلاث مرات من تلك التي نفذتها العام 2019.

يشير الباحث في جامعة بيشاور سيد عرفان أشرف، إلى أن الحركة «تريد استنساخ إنجاز طالبان الأفغانية».

-  أفغانستان: انفجار في مسجد في ولاية ننغرهار الأفغانية
-  اجتماع لـ«ترويكا بلاس» بباكستان يبحث تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة وزير خارجية طالبان

أُنشئت «طالبان- باكستان» على أيدي «متطرفين» باكستانيين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» كانوا قاتلوا في صفوف «طالبان» في أفغانستان في التسعينات، قبل أن يعترضوا على الدعم الذي قدمته إسلام أباد للأميركيين بعد غزوهم أفغانستان العام 2001.

 التحام جديد 
ينتمي أعضاؤها بشكل أساسي لإتنية «البشتون» على غرار عناصر «طالبان» الأفغانيين الذين لطالما دعمتهم باكستان بشكل سري لتحافظ على نفوذها في أفغانستان وتضع حدًّا لتأثير عدوتها، الهند.

نشأت حركة «طالبان- باكستان» في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان، وقتلت في أقل من عقد، عشرات آلاف الباكستانيين من مدنيين وعناصر قوات الأمن.

وسمحت العملية التي أطلقها الجيش الباكستاني العام 2014، بطرد الحركة من المناطق القبلية، بعدما ضعفت جراء هجمات مسيرات أميركية وانقسامات داخلية وانضمام عدد من عناصرها إلى الفرع الإقليمي لتنظيم «داعش».

 عشيرة «محسود»
واعتبارًا من العام 2015، تراجعت الحركة كثيرًا، لكن بعد مقتل قائدها الملا فضل الله بطائرة مسيرة أميركية، استجمعت قواها.

استُبدل فضل الله بنور ولي محسود، وهو من عشيرة «محسود» التي تثير الرعب، المتحدرة من جنوب وزيرستان التي يتحدر منها أيضًا مؤسس الحركة بيت الله محسود.

وتحت قيادتها الجديدة، التحمت الحركة اعتبارًا من صيف 2020 عبر ضم نحو عشرة فصائل مقربة من «القاعدة» أو مجموعات سابقة في الحركة تركتها لفترة.

في الوقت نفسه، ضعُف «تنظيم داعش- ولاية خراسان» بسبب تخبطه بين الجيش الأفغاني الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة وحركة «طالبان» التي كانت آنذاك متمردة.

وفي محاولة لتحسين صورة حركته والتميز عن تطرف «تنظيم داعش- ولاية خراسان»، طلب نور ولي أن تركز هجمات حركته على قوات الأمن وليس المدنيين.

مفاوضات بطيئة 
وجدد تأكيده على دعم حركة «طالبان» الأفغانية التي تقاتل حاليًا تنظيم «داعش- ولاية خراسان»، خصمها الرئيسي، الذي كثف هجماته الدامية في العاصمة كابل وخارجها.

وتضم حركة «طالبان- باكستان» بين 2500 وستة آلاف مقاتل بحسب الأمم المتحدة، وعادت لتثير الرعب مجددًا في مناطق القبائل، رغم أنها لم تعد تسيطر عليها جزئيًّا كما كانت في العقد المنصرم.

ويروي أحد شيوخ عشيرة «محسود» لوكالة «فرانس برس» أن عناصر الحركة لا يظهرون علنًا في منطقة القبائل كما كانوا يفعلون من قبل، «لكن الناس يشعرون بوجودهم» خصوصًا خلال ساعات الليل.

حقبة عنف جديدة
ويقول إن في منطقته جنوب وزيرستان التقليدية جدًّا والمتشددة دينيًّا، «معظم الناس يحبون طالبان الأفغانية، لأن ما تفعله هو باسم الإسلام». وتحظى حركة «طالبان- باكستان» بتقدير البعض، لكن الناس يخشون خصوصًا أن تدشن عودتهم حقبة عنف جديدة.

وفي أكتوبر، أعلنت الحكومة الباكستانية، التي لا تخفي قلقها، أنها بدأت مفاوضات سلام مع الحركة للمرة الأولى منذ العام 2014. وأعلن الطرفان مطلع الأسبوع أنهما توصلا إلى وقف إطلاق نار لمدة شهر قد يتم تجديدها في فترة المفاوضات.

وطرحت الحركة الإفراج عن نحو مئة من عناصرها كشرط مسبق لهذه الهدنة، بحسب مصدر في الحركة. لكن السلطات لم تؤكد موافقتها على هذا الطلب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم