Atwasat

«فرانس برس»: أزمة تيغراي في إثيوبيا مستمرة بعيدا عن الأنظار

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 20 يناير 2021, 06:58 مساء
WTV_Frequency

منذ أن أعلن رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد في نهاية نوفمبر الماضي الانتصار في تيغراي، وأن الوضع عاد إلى طبيعته، لكن المعلومات القليلة التي تتسرب من المنطقة الواقعة في جنوب البلاد تشير إلى أن النزاع ما زال متواصلا، حيث في 4 نوفمبر أطلق أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجوما عسكريا ضد سلطات تيغراي المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي والتي تحدته. وأعلن النصر في 28 نوفمبر العام الماضي عند الاستيلاء على العاصمة الإقليمية ميكيلي.

وأعلنت الحكومة في الآونة الأخيرة مقتل قادة إقليميين سابقين في معارك، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن «انعدام الأمن» يعرقل نقل المساعدة الإنسانية، وفي الأسابيع الماضية أظهرت صور أقمار صناعية وتصريحات مسؤولين عسكريين ومدنيين في تيغراي وإفادات نادرة من سكان، بأن النزاع مستمر بعيدا عن الأنظار، ومنذ نوفمبر، فرض تعتيم على الاتصالات وقيود على التنقلات تجعل من الصعب الوصول إلى مصادر.

الوضع في تيغراي هش
وصفت السلطات في أديس أبابا القتال الذي أعقب السيطرة على ميكيلي بأنه عمليات صغيرة لمطاردة قادة سابقين في المنطقة وخصوصا زعيمها السابق ديبريتسيون جبريمايكل، لكن في تقرير لتقييم الاحتياجات الإنسانية يعود إلى 6 يناير وصفت الأمم المتحدة الوضع في تيغراي بأنه «هش مع استمرار معارك في بعض المناطق».

وتشعر الأمم المتحدة بقلق خاص إزاء احتمال حصول تجاوزات في مخيمين يؤويان أكثر من 30 ألف لاجئ إريتري ولا يزال يتعذر الوصول إليهما، فر هؤلاء اللاجئون في السنوات الأخيرة من إريتريا على الحدود مع تيغراي هربا من النظام الاستبدادي للرئيس إساياس أفورقي.

يعبر عاملون في المجال الإنساني ودبلوماسيون عن قلقهم إزاء تقارير تشير إلى مقتل لاجئين أو عمليات خطف وإعادة قسرية إلى إريتريا قد تكون ارتكبتها القوات الإريترية التي قدمت لمساعدة أديس أبابا في معركتها ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وقتل خمسة من عمال الإغاثة في أحد هذين المخيمين.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي الخميس إن «معلومات تشير إلى توغلات عسكرية جديدة في الأيام العشرة الماضية تتوافق مع صور من أقمار صناعية يمكن الوصول إليها تظهر حرائق جديدة وعلامات دمار حصل في الآونة الأخيرة في المخيمين». وأضاف: «هذه مؤشرات ملموسة على انتهاكات كبرى للقوانين الدولية».

ونفت إثيوبيا بشدة ضلوع جنود إريتريين في عمليتها العسكرية، مما يتعارض مع شهادات سكان تيغراي، وأفادت المفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان هذا الأسبوع بأن مدينة حميرة في غرب تيغراي، تعرضت لعدد كبير من عمليات النهب، «بما في ذلك من جانب جنود إريترييين».

وفي نهاية ديسمبر أكد مسؤول إثيوبي رفيع المستوى دخول الجيش الإريتري إلى تيغراي قائلا في الوقت نفسه أن ذلك لم يتم بطلب من إثيوبيا، وأن هذه القوات غير مرحب بها، لكن أويت وولدميكل المتخصص في القضايا الأمنية في القرن الإفريقي بجامعة كوينز الكندية، يرى أن التفسير مثير للشكوك، وقال إن «ضلوع إريتريا في الحرب في تيغراي لا يعتبر انتهاكا من جانب إثيوبيا، كما أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لأنه جرى بناء على دعوة من الحكومة الإثيوبية».

ويعتبر نظام أسمرة العدو اللدود لجبهة «تحرير شعب تيغراي» منذ الحرب الدامية بين إريتريا وإثيوبيا بين عامي 1998 و2000 عندما سيطر الحزب القوي من تيغراي على كل مقاليد السلطة في أديس أبابا، حين وصل إلى السلطة في 2018، رأى أبيي أن جبهة تحرير شعب تيغراي تشكل عقبة أمام برنامجه الإصلاحي وعمد إلى تهميش هذه النخبة السابقة من تيغراي.

في الوقت نفسه، كان يجري تقاربا تاريخيا مع إريتريا ورئيسها إساياس أفورقي ما خوله بشكل خاص الحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، وتشكل الاحتياجات الإنسانية لحوالي ستة ملايين شخص حاليا مسألة أولوية، حتى الآن «عدد الأشخاص الذين جرت مساعدتهم قليل جدا مقارنة مع عدد الذين هم بحاجة لمساعدة حيوية بحسب تقديراتنا، أي حوالي 2,3 مليون شخص» كما قال سافيانو ابرو الناطق باسم مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية لدى الأمم المتحدة.

وقدر مركز تنسيق الأوضاع الطارئة في تيغراي التابع للحكومة الإثيويبية بحوالي 4,5 مليون عدد سكان المنطقة الذين يحتاجون لمساعدة غذائية وبـ2,2 مليون عدد النازحين، وقال مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية في مدينة اديغرات في رسالة عبر البريد الإلكتروني يعود تاريخها إلى 5 يناير الجاري واطلعت عليها وكالة «فرانس برس» لقد أصبح «سماع أن أشخاصا توفوا نتيجة المعارك ونقص الأغذية والأنسولين أو أدوية أساسية أخرى واقعا يوميا».

وفي أوج الأزمة الإنسانية، تركز أديس أبابا بياناتها على قتل أو اعتقال قادة من جبهة تحرير شعب تيغراي. وهي استراتيجية يمكن أن تعقد عملية المصالحة كما يقول وليام ديفيسون المتخصص بشؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، وختم بالقول: «التحدي الرئيسي للحكومة الفيدرالية هو هزم قادة تيغراي دون أن تنفر سكان الإقليم منها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بايدن يعلن استعداده لمناظرة ترامب
بايدن يعلن استعداده لمناظرة ترامب
تأجيل اجتماع إردوغان وبايدن في البيت الأبيض
تأجيل اجتماع إردوغان وبايدن في البيت الأبيض
لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث ببريطانيا»
لندن تستدعي سفير روسيا للاحتجاج على «نشاط خبيث ببريطانيا»
إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير بالتزامن مع عملية طعن
إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير بالتزامن مع عملية طعن
مستبقا تحركا من «الجنائية الدولية».. نتانياهو: التهديد باعتقال مسؤولين إسرائيليين أمر مشين
مستبقا تحركا من «الجنائية الدولية».. نتانياهو: التهديد باعتقال ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم