وري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن بشدة، حول تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا والاقتصاد والضرائب ونزاهة الانتخابات، وذلك في أول مناظرة جرت في كليفلاند بولاية أوهايو أمس الثلاثاء، حيث عمتها الفوضى وشهدت تبادل الاتهامات ومقاطعة ترامب لمنافسه مرارا.

وفيما حاول المذيع كريس والاس بلا جدوى السيطرة على المناظرة، تحدث المتنافسان في الوقت نفسه، وتبادلا الإهانات في مشاجرة سياسية مذهلة جعلت من الصعب على أي من الرجلين توضيح وجهة نظره، حسب تقرير لوكالة «رويترز».

«ألا تصمت يا رجل»
وقال بايدن غاضبا بعد مقاطعات متكررة خلال الجزء الأول فقط من المناظرة بشأن المحكمة العليا «ألا تصمت يا رجل؟ هذا غير رئاسي بالمرة». ووصف بايدن ترامب بأنه «مهرج» و«عنصري» و«جرو بوتين» في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال له «أنت أسوأ رئيس عرفته أميركا على الإطلاق».

ورد ترامب قائلا «لا يوجد أي شيء ذكي بشأنك يا جو». وفيما بعد حث والاس نفسه الرئيس على التوقف عن مقاطعة منافسه. وقال والاس «أعتقد أن البلاد ستحظى بخدمة أفضل إذا سمحنا للشخصين بالتحدث بمقاطعات أقل. أناشدك سيدي أن تفعل ذلك».

لكن ترامب رد قائلا: «حسنا، وهو أيضا». فقال والاس «حسنا، صراحة أنت تقوم بالمقاطعة أكثر»، فرد ترامب «لكنه يفعلها كثيرا». وهاجم بايدن بشدة أسلوب تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا، قائلا إن ترامب «أصابه الذعر» وتقاعس عن حماية الأميركيين لأنه أكثر اهتماما بالاقتصاد.

وقال بايدن عن ترامب الذي حث الدول على إعادة فتح اقتصاداتها وهون من خطر الوباء «لقد أصابه الذعر أو نظر إلى سوق الأسهم». وأردف قائلا «مات كثيرون وسيموت عدد أكبر بكثير ما لم يصبح أكثر ذكاء بكثير وأسرع بكثير».

«أنت الأخير في صفك الدراسي تقريبا»
واعترض ترامب على استخدام بايدن كلمة «ذكي». وقال ترامب «أنت تخرجت إما الأخير أو الأخير في صفك الدراسي تقريبا. لا تستخدم كلمة ذكي أبدا معي. لا تستخدم هذه الكلمة مطلقا». ودافع ترامب عن أسلوب تعامله مع الوباء الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف في الولايات المتحدة، وأدى إلى خسارة ملايين الأميركيين وظائفهم. وقال ترامب «لقد قمنا بعمل رائع... لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبدا القيام بالعمل الذي قمنا به».

ومع إدلاء أكثر من مليون أميركي بأصواتهم من خلال التصويت المبكر بالفعل ونفاد الوقت أمام تغيير الآراء أو التأثير على شريحة صغيرة من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، فإن المناظرة بين المرشحين للبيت الأبيض تنطوي على مخاطر كبيرة قبل خمسة أسابيع من انتخابات الثالث من نوفمبر. ولم يتصافح المرشحان في بداية المناظرة التزاما بقواعد التباعد الاجتماعي خلال جائحة فيروس كورونا.

تقارب المنافسة في الولايات الحاسمة
وتقدم بايدن (77 عاما) بشكل مطرد على ترامب (74 عاما) في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد رغم أن استطلاعات الرأي في الولايات الحاسمة تظهر تقارب المنافسة.

وحضر المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة جمهور محدود ملتزم بالتباعد الاجتماعي بسبب الجائحة. وجرت المناظرة في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند وأدارها المذيع كريس والاس من قناة «فوكس نيوز». وهذه هي المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات من المقرر إجراؤها.

وقال منظمون إن الحضور حوالي 80 شخصا، بمن فيهم أفراد عائلتي المرشحين وضيوفهما وموظفو الحملتين والمضيفون ومسؤولو الصحة والأمن والصحفيون. وسبق أن رفض ترامب الالتزام بالتداول السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات، وكرر مزاعمه التي لا أساس لها بأن التصويت بالبريد سيؤدي إلى حدوث تزوير، ويقول الخبراء إن التلاعب نادر للغاية.

وقال ترامب إنه يتوقع أن تتخذ المحكمة العليا قرارا بشأن الانتخابات، وأن «تنظر في بطاقات الاقتراع». وحث أنصاره على الذهاب لمشاهدة عملية الاقتراع. وحث بايدن الأميركيين على وضع خطة للتصويت، وأكد للناخبين أن ترامب سيرحل إذا فاز بايدن. وقال إنه لن يعلن الفوز حتى يتم التحقق من صحة النتيجة.

مقعد القاضية بالمحكمة العليا
دافع ترامب عن تحركه السريع لمحاولة ملء مقعد في المحكمة العليا الأميركية، قائلا إن «الانتخابات لها عواقب» وإن لديه الحق رغم اعتراضات الديمقراطيين. وقال في دفاعه عن مرشحته القاضية المحافظة إيمي كوني باريت «سأقول لكم بكل بساطة إننا فزنا في الانتخابات، والانتخابات لها عواقب. لدينا مجلس الشيوخ ولدينا البيت الأبيض ولدينا مرشحة استثنائية يحترمها الجميع».

لكن بايدن قال إن مقعد الراحلة روث بادر جينسبرج يجب شغله بعد انتخابات الثالث من نوفمبر، عندما يتضح من سيكون الرئيس. وقال بايدن «يجب أن ننتظر، يجب أن ننتظر ونرى نتيجة هذه الانتخابات»، وأضاف أن محكمة عليا تضم محافظين أكثر ستعرض للخطر قانون الرعاية الصحية المعروف باسم «أوباما كير».

ويتحرك ترامب بسرعة لشغل مقعد جينسبرج على أمل تعزيز الأغلبية المحافظة في المحكمة. وقاطع ترامب بايدن مرارا وتكرارا أثناء محاولته الإجابة عن الأسئلة، مما دفع بايدن للتدخل قائلا «ألا تصمت يا رجل؟».

ويناقش ترامب وبايدن مجموعة من التحديات السياسية الملحة، بما في ذلك الوباء الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف في الولايات المتحدة وأدى إلى فقد ملايين الوظائف بالإضافة إلى الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية والمعركة بشأن المحكمة العليا.

الإقرارات الضريبية
وقبل ساعات من المناظرة نشر بايدن إقراراته الضريبية لعام 2019 ودعت حملته ترامب إلى القيام بالشيء نفسه. واتخذ بايدن هذه الخطوة بعد يومين من إعلان جريدة «نيويورك تايمز» أن ترامب دفع 750 دولارا فقط من ضرائب الدخل الاتحادية في عامي 2016 و2017، بعد الإبلاغ لسنوات عن تكبد شركاته خسائر فادحة.

ولم يدفع ترامب، بحسب الجريدة، ضرائب على الدخل خلال عشر سنوات من آخر 15 عاما. وسعى ترامب طويلا إلى الحفاظ على سرية سجلاته المالية الشخصية.

وأظهرت إقرارات بايدن الضريبية أنه وزوجته جيل دفعا أكثر من 346 ألف دولار كضرائب اتحادية ومدفوعات أخرى لعام 2019 على دخل يقارب 985 ألف دولار قبل أن يسعيا لاسترداد ما يقرب من 47 ألف دولار قالا إنهما دفعاها أكثر مما كان ينبغي عليهما دفعه.