تظاهر مئات الطلاب في وسط مدينة الخرطوم الثلاثاء مطالبين بحكم مدني وبمحاسبة المسؤولين عن مقتل زملاء لهم خلال الاضطرابات السياسية المستمرة منذ أشهر.
وتأتي التظاهرة بعد التوقيع الأسبوع الماضي على اتفاق تقاسم السلطة بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الحاكم، إلا أن المفاوضات لم تتطرق بعد إلى محاسبة المسؤولين عن المئات الذين قتلوا منذ اندلاع التظاهرات في ديسمبر السابق، وفق «فرانس برس».
وتظاهر الطلاب تلبية لدعوة من تجمع المهنيين السودانيين. وهتف الطلاب «مدنية، مدنية» و«الدم بالدم، لا نقبل الدية»، وحمل بعضهم صور رفاقهم الذين قتلوا في الأشهر السبعة الماضية من الاحتجاجات فيما لوّح آخرون بالعلم السوداني. وانتشرت شرطة مكافحة الشغب في المنطقة إلا أنها لم تشتبك مع المحتجين. وقالت طالبة تكنولوجيا المعلومات ملاذ عز الدين «نحن في الشارع لأننا نريد محاسبة المسؤولين عن مذبحة القيادة العامة».
وكانت تشير إلى حملة القمع التي استهدفت في الثالث من يونيو اعتصاماً للمحتجين في العاصمة الخرطوم وقتل فيها عشرات المتظاهرين وجرح المئات. من جهته قال الطالب عبد الله خلف الله «نتظاهر لنوصل رسالة أننا مصمّمون على مطالبنا. مطلبنا الرئيسي سيظل دولة مدنية والقصاص للشهداء».
وألقى القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير المنظم للاحتجاجات إسماعيل التاج كلمة أمام الطلاب قال فيها «أنتم قلب الثورة، ولاؤنا لكم وولاؤنا للشهداء». ومنذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر الفائت، قتل أكثر من 246 متظاهراً في أرجاء البلاد بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، بينهم 127 شخصاً في 3 يونيو خلال عملية فضّ الاعتصام أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم.
وقالت اللجنة إن 1353 شخصاً أصيبوا بجروح منذ اندلاع التظاهرات التي بدأت ضد حكم الرئيس عمر البشير ثم تحولت إلى احتجاجات ضد المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد إطاحة الجيش بالبشير. وكانت السلطات أعلنت عن حصيلة أقل.
ووقّع قادة الجيش وحركة الاحتجاج صباح الأربعاء بالأحرف الأولى اتفاقًا لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تدير البلاد لفترة تستمر 39 شهراً، ما يلبّي أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
تعليقات