أشاد الجيش الباكستاني بالتطبيع السياسي الجاري في البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في يوليو المقبل، معربا عن ارتياحه إلى المسار السياسي الحالي.
والمعروف أن الجيش الباكستاني حكم البلاد نصف عدد السنوات التي أعقبت الاستقلال في أواخر الأربعينيات عن بريطانيا، وهو متهم دائما بالتدخل في العملية السياسية. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال آصف غفور في مؤتمر صحافي «لا يوجد من هو أكثر سرورا من الجيش بعد أن أكمل البرلمان والحكومة مدتهما القانونية»، بحسب «فرانس برس».
وكانت الحكومة الباكستانية نقلت سلطاتها إلى سلطة تنفيذية انتقالية منتصف ليلة الخميس الماضي، وتزامن هذا الأمر مع حل الجمعية الوطنية نفسها بعد أن عملت لخمس سنوات متتالية. وتسعى الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى العودة إلى رئاسة الحكومة رغم الضربات التي تلقتها، وبينها إقالة وزير الخارجية خواجا آصف من منصبه في أبريل الماضي بعد إدانته بخرق القوانين الانتخابية، وإقالة زعيمها ورئيس الحكومة نواز شريف في يوليو بعد إدانته بالفساد.
إلا أن أنصار شريف ينكرون صحة كل التهم الموجهة إليه، ويؤكدون أنه ضحية مؤامرة دبرها الجيش الذي يكن شريف له العداء. وأضاف الناطق الجنرال غفور «أنها سنة انتخابية والأحزاب تتناحر بين بعضها البعض، إلا أن عليها ألا تورط الجيش في نزاعاتها».
وهي المرة الأولى في التاريخ الباكستاني الحديث الذي شهد انقلابات عسكرية عدة، تتمكن فيها حكومتان مدنيتان من إنهاء ولاية كاملة. وخلال سبعين سنة من تاريخ البلاد تمت إقالة ما لا يقل عن 15 رئيس حكومة، بدفع من الجيش في غالبية الأوقات.
كما اتهم الجنرال غفور خلال مؤتمره الصحافي حركة حماية الباشتون بأنها تتحرك بناء على أوامر من «أعداء باكستان». وتنشط هذه الحركة في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية وتحظى بشعبية كبيرة.
تعليقات