Atwasat

هل يهدد الخلاف العلني النادر بين السعودية والإمارات بخصوص النفط بتفكيك «أوبك بلس»؟

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 05 يوليو 2021, 05:56 مساء
WTV_Frequency

دخلت السعودية في خلاف علني ونادر مع حليفتها التقليدية الإمارات بشأن اتفاق مهم لإنتاج النفط، بات يدفع نحو تصعيد التوترات داخل تحالف الدول المصدرة التي تستعد للاجتماع مجددًا هذا الإثنين.

وتنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًّا كل شهر، اعتبارًا من أغسطس وحتى ديسمبر، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم، بحسب «يورو نيوز».

مسعى سعودي-روسي
تدفع السعودية وروسيا باتجاه اعتماد هذا الاتفاق حتى ديسمبر العام 2022، لكن الإمارات تقول إن الوقت مبكر للموافقة على التمديد حتى نهاية العام المقبل، وترغب في أن تتم إعادة مناقشة مستويات الانتاج بحلول نهاية الاتفاق الحالي في أبريل 2022.

وتعقدت مناقشات الأسبوع الماضي بسبب اعتراض الإمارات، التي تشكل عائدات النفط نحو 30% من ناتجها الإجمالي المحلي، في اللحظة الأخيرة على الصفقة الروسية السعودية خلال اجتماع دول «أوبك بلس» الـ23.

- «أوبك+» تجتمع مجددًا وسط خلاف حول حصص إنتاج النفط

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ مساء الأحد، «إنها كل المجموعة مقابل دولة واحدة، وهذا أمر محزن بالنسبة إلي ولكن هذا هو الواقع».

وأكد الوزير السعودي وجود «توافق» في مجموعة «أوبك بلس»، مستدركًا «التوافق قائم وموجود، ما عدا دولة واحدة»، ودعا إلى «شيء من التنازل وشيء من العقلانية» للتوصل إلى اتفاق.

زيادة «غير عادلة»
منذ مايو، أعاد التحالف ضخ الذهب الأسود على نحو خجول، بعد الإحكام بشدة في بداية انتشار فيروس «كورونا»، ما ساهم في رفع الأسعار التي باتت تدور حول عتبة 75 دولارًا في أعقاب انهيارها قبل أكثر من عام.

ورغم الزيادة التي تنص عليها الخطة السعودية-الروسية، فإن الإمارات اعتبرت أن الالتزام بها حنى نهاية 2022 أمر «غير عادل».

وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، في تصريحات شديدة اللهجة الأحد، إن مطلب الامارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد أبريل، وتابع في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز العربية» التي تتخذ أبوظبي مقرًّا: «لا يُعقل أن نقبل باستمرار الظلم والتضحية أكثر مما صبرنا وضحينا».

لم أشهد طلبًا مماثلًا
تقع في قلب الخلاف بين الرياض وأبوظبي مسألة حجم الإنتاج، والذي من خلاله تُحسب حصة كل دولة. وتصر الإمارات على رفع خط الانتاج الأساسي بمقدار 0.6 مليون برميل يوميًّا إلى 3.8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة (3.17 مليون) في أكتوبر 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.

لكن وزير الطاقة السعودي أبدى تحفظه عن هذا المطلب، قائلًا «أحضر اجتماعات أوبك منذ 34 عامًا، لم أشهد طلبًا مماثلًا». والتصريحات العلنية المتبادلة هذه نادرة في منطقة يتم فيها تسوية الخلافات بين الحلفاء عمومًا بأقصى قدر من التكتم.

ويرفض الوزير السعودي الانصياع لمطالب أبوظبي، بحجة أن تمديد الاتفاقية كما هي حتى نهاية العام 2022 أمر ضروري لاستقرار السوق، وأوضح لتلفزيون بلومبرغ «علينا أن نمدد».

تفكيك «أوبك بلس»
وقد يؤدي الفشل في الوصول إلى اتفاق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، ما يهدد التعافي العالمي الضعيف بسبب جائحة «كوفيد-19». ويهدد الخلاف أيضًا بتفكيك «أوبك بلس»، ما قد يتسبب بحرب أسعار ستؤدي إلى فوضى اقتصادية عالمية.
غياب الاتفاق

في العام الماضي، أدى خلاف بين موسكو والرياض إلى تدهور سعر الخام الأميركي إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ. ويعرب خبراء عن قلقهم من الخلاف الإماراتي-السعودي.

غياب اتفاق
ورأت

المحللة لدى شركة «آر بي سي» حليمة كروفت أن «حتمال غياب اتفاق، بل حتى خروج الإمارات من «أوبك»، ازداد بشكل كبير»، إذ يبدو من الصعب على التحالف أن يقبل بطلب الإمارات من غير أن يفتح الباب للفوضى. وبحسب كروفت، فإن «البيت الأبيض قد يحتاج إلى تشغيل الهواتف خلال نهاية الأسبوع، من أجل المساعدة في سد الفجوة ومنع سيناريو الانهيار الإثنين الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار» بشكل كبير.

ويقيم البلدان الخليجيان منذ عقود طويلة علاقات دبلوماسية وثيقة للغاية، لكن الخلافات اشتدت مؤخرًا خصوصًا فيما يتعلق بالمنافسة الاقتصادية المحتدمة في قطاعات التكنولوجيا والنقل وغيرها والاستثمار. وكانت الإمارات سحبت في 2019 غالبية قواتها في اليمن، بعدما كانت عنصرًا رئيسيًّا في التحالف العسكري، الذي تقوده المملكة في هذا البلد ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ 2015.

كما بدت أبوظبي غير راضية بالكامل عن ظروف المصالحة في يناير الماضي مع قطر، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخلاف الدبلوماسي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تقرير اقتصادي: نصف العالم يغرق في أسوأ أزمة ديون
تقرير اقتصادي: نصف العالم يغرق في أسوأ أزمة ديون
أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض المخزونات الأميركية
أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض المخزونات الأميركية
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم