Atwasat

أوكرانيا تسعى لحماية تراثها من نيران الحرب

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 16 مارس 2022, 04:45 مساء
WTV_Frequency

مع توغل القوات الروسية في عمق بلادهم، يتداعى الأوكرانيون لحماية تاريخ ثقافي ثري يحذر الخبراء من إمكان استهدافه عمدا لإجبار كييف على الخضوع.

وسارعت المتاحف إلى إزالة مجموعات لتخزينها بشكل أكثر أمانا، كما تمت تغطية النوافذ ذات الزجاج الملون أو إزالة المذابح في كنائس كثيرة، وفق «فرانس برس».

وفي مدينة أوديسا الساحلية جنوب البلاد، تكدست أكياس الرمل أمام تمثال يكرم الدوق الفرنسي ريشليو، وهو حاكم في عهد الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول.

لكن مواقع كثيرة تضررت أو دُمرت بسبب القصف الروسي لمراكز المدن والذي أصاب أيضا مدارس ومستشفيات ومباني مدنية الأخرى.

ونشر رئيس بلدية مدينة تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا، الجمعة، مقطع فيديو لمكتبة تحولت إلى أنقاض بفعل القصف، ما زاد المخاوف من استهداف عشوائي.

وتساعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المسؤولين المحليين في تمييز المواقع بدرع باللونين الأزرق والأبيض، على أمل أن تحترم روسيا اتفاقية لاهاي الصادرة العام 1954 لحماية التراث الثقافي أثناء النزاعات المسلحة والتي وقعت عليها.
قال مدير برنامج التراث العالمي لليونسكو، لازار إلوندو «ندعو جميع الدول إلى احترام القانون الدولي الذي وقعت عليه وبالتالي عدم استهداف مواقع مهمة».

ونبه إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت أصلا بالمتاحف وغيرها من الأماكن الثقافية والمعالم التي يعود تاريخ بعضها إلى القرن الحادي عشر. وحذر إلوندو من أن «حياة ثقافية كاملة معرضة لخطر الزوال».

هوية مستهدفة؟
العاصمة كييف نفسها مدرجة على قائمة التراث العالمي، وتضم خصوصا كاتدرائية القديسة صوفيا ومجمع لافرا الرهباني اللذين أديا دورا مركزيا في تطور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

كذلك فإن مدينة لفيف في غرب البلاد هي من بين مواقع عدة على قائمة التراث التابعة لليونسكو في أوكرانيا التي تضم أيضا أكثر من عشرة مواقع أخرى مرشحة لدخول القائمة، ما قد يشجع على حمايتها.

ويأمل المسؤولون أنه من خلال وضع علامات واضحة على المواقع، ستحال القوات المسلحة الروسية على المحاكمة حكما في حالة استهدافها، على غرار إدانة جهادي مالي العام 2016 بتهمة تدمير أضرحة تراثية في تمبكتو.

- أوكرانيا تؤكد مشاركتها في «يوروفيجن» الغنائية الأوروبية

- مخرج أوكراني يحلم بيوم يصور فيه محاكمة القادة الروس

وقالت أولغا غانينكو من بعثة أوكرانيا لدى اليونسكو «إذا فعلنا كل شيء لحماية تراثنا، فإن روسيا ستدفع ثمن كل الشرور أو أي تدمير لأي موقع ثقافي».

مع ذلك، يخشى كثر من أن روسيا لن تردع نفسها عن مثل هذه الاستهدافات، وأن وضع درع اليونسكو على المباني والمعالم الأثرية قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

وقال إيهور بوشيفيلو مدير متحف «ميدان» في كييف الذي ينسق مبادرة وطنية لحماية المواقع الثقافية الأوكرانية إن هذه المواقع «ستصبح هدفا متعمدا للمعتدي الروسي الذي يضرب كل القوانين الدولية بعرض الحائط». وأضاف «هم يريدون تدمير ذاكرتنا التاريخية وهويتنا الثقافية كأمة»، في إشارة إلى الطموحات الوحدوية التي يُتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إليها خصوصا في ما يتعلق بإقامة «روسيا الكبرى».

ويشاطر هذه المخاوف ياسمينكو خليلوفيتش، مدير متحف الطفولة الحربية الذي أنشئ في سراييفو بعد حرب البوسنة (1992-1995) والذي بات له فرع في كييف.

وقال «إذا كنت تحاول تدمير مجتمع ما، فإن أحد الأشياء التي ستستهدفها بالتأكيد هو التراث الثقافي.. لأنه يخبرنا ما كان عليه هذا المجتمع قبلا وما سيكون عليه لاحقا». وأضاف «إذا كان طرف ما يهاجم المدارس والمستشفيات، فمن غير المعقول أن نتوقع أنه سيكترث للتراث الثقافي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم