محمود محمد الدحومي «1952- 28/9/ 2020»
يهون وجع الفراق بعدما يصبح وسام فخر للراحل وذويه ورفاقه، إما إن اتفق عامة الناس على أن محمود محمد الدحومي كان مجموعة رجال أحبت الوطن وأهله، وما كان له غاية سوى ألاّ تفرق المحنة بينهم، وأن يظلوا كيانا واحدا، وأصبح ذلك فخرا لكل الذين التفوا حوله من رجال ليبيا الذين لا غاية لهم سوى أن تظل ليبيا وطنا لليبيين كافة. تمكن محمود الدحومي من خلق كيان واحد من مجموعة رجال لا رابط بينهم سوى أنهم ليبيون، همهم أن يظلوا جزءا فعالا من الحل وليس من المشكلة. محمود الدحومي هو من أسس « منتدى او ملتقى بنغازي »، وأصبحت مناقبه تراها ليبيا كل يوم، الليبيون أخوة وينبغي أن يظلوا كذلك.
محمود محمد الدحومي من أسرة متوسطة الحال ترعرعت في منطقة سي اخريبيش، تحت منارة بنغازي مباشرة ، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة سيدي سالم؛ التحق بالحركة الكشفية مبكرا، أتم دراسته الإعدادية بمدرسة « توريلي» ثم التحق بمعهد الخدمة الاجتماعية، الذي يضم طلابا من أنحاء ليبيا كافة، فتوثق علاقاته برجال ليبيا الخيرين تخرج في المعهد كأخصائي اجتماعي فأخذه عشقه لمجتمعه إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي، وظل فعالا في كل الأقسام التي التحق بها، إلى أن استقر كمدير مركز المعاقين وإعادة تأهيلهم.
صدق انتمائه للمؤسسة الهلالية جعلته عضوا فعالا في مجلس إدارة نادي الهلال الرياضي الثقافي الاجتماعي، فكان شعلة من النشاط مأخوذا بملف العمل الاجتماعي والثقافي.
قبيل ثورة 17 فبراير خصص حيزا من بيته كملتقى اجتماعي لرفاقه الرياضيين والكشافين، وممن يحبون العمل الاجتماعي والثقافي ثم توسع هذا المتلقى بعد ثورة 17فبراير بسبب ما أصاب الناس من نزوح وحروب وتناحر فأصبح منتدى بنغازي الثقافي الاجتماعي كيانا فعالا في تذليل الصعاب، وتخفيف المعاناة عن الناس، ناهيك عن جهود المصالحة بين الناس، في البلاد كافة، وأصبح محمود الدحومي أحد مشايخ بنغازي بفاعلية ممثلا للمنتدى في المناسبات الاجتماعية وحل المشاكل، خصوصا وأنه أحد شيوخ بيت من بيوت الأواجلة في المنطقة الشرقية.
لقد أفنى المرحوم محمود الدحومي حياته في مجال العمل الاجتماعي والإعاقة بنجاح كبير، إذ جعل مركز«الرويسات» للمعاقين يعمل لفترتين من بعد أن أقنع الأطقم الطبية الخيرة بهذه المساهمة، ثم كلف بمركز إعادة تأهيل المعاقين، فجعل منه أهم أحد أنجح المراكز في ليبيا. لم يمهله المرض طويلا حتى كانت صدمة رفاقه، بل البلاد كلها، كبيرة. فلقد رحل عنا إلى رحمة الله يوم 28/9/2020.
تعليقات