Atwasat

في مثل هذا اليوم رحل سعد بن عمران.. رجل نزيه لجهاز سيئ السمعة

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي السبت 18 يوليو 2020, 08:38 صباحا
WTV_Frequency

 لم تكن منازل مدينة بنغازي، حتى سنة 1950، مربوطة كلها بشبكة مياه. كان بكل منزل لم يوصل بشبكة المياه زير كبير من الفخار يملؤه «الورّاد» أو السقا يوميا بالمياه، وكانت السقا مهنة توفر دخلًا يوميًّا زمن ذلك العوز، كانت مياه الشرب تعبأ من «شيشمة البلدية» بسيدي حسين، ويتولى «الورادون» الطواف على الشوارع وبيعها مقابل «ملاليم».

سعد فرج بن عمران، الذي ولد في بنغازي 1929، ابتدأ صباه بهذه المهنة، أيام الإدارة البريطانية، ولكن بعد قيام إمارة برقة، التحق بقوة دفاعها، واهتم بتعلم اللغة الإنجليزية وطورها بالمراسلة، فمهدت له الترقي في أقسام البوليس، إلى أن اختِير، بعد استقلال ليبيا سنة 1951 وقيام المملكة الليبية المتحدة، للعمل بقسم المباحث العامة.

في النصف الأول من الخمسينات، استحدث قسم مراقبة الأجانب، ثم تطور، فيما بعد، إلى مكافحة الجاسوسية، وأصبح سعد بن عمران أحد أعضائه ثم رئيسه، كان قد أوفد لدورات متقدمة في علوم البحث الجنائي في بريطانيا، ثم في أميركا، وتحصل على أكثر من دبلوم في التحقيقات الجنائية الإجرامية، إلى أن ترأس قسم البحث الجنائي في المنطقة الشرقية معايشًا تطوره وتسمياته التي وصلت إلى إدارة الأمن الداخلي. في أواخر السبعينات من بعد هوجة اعتقالات 7 أبريل، وتسلط اللجان الثورية، لفقت له تهم لرفضه الكثير من الممارسات، واعتقل وعذب ثم أُطلق من بعد أن فقد إحدى عينيه.

في مثل هذا اليوم منذ اثتني عشرة سنة رحل عنا رجل الأمن الشريف، الذي أنقـذ الكثيرين ممن اعتقلوا بتهم واهية يعلم جيدًا أنهم أبرياء منها، ويعلم الجيل الذي عاصر أيام العسف أنه أنقذ الكثيرين ممّا لا تحمد عقباه.

شهود كثيرون أكدوا ذلك أحدهم أخبرنا أنه اتصل به ذات ليلة وأخبره أن يسافر سريعًا ويخبر صديقا له أنه مطلوب ولو نفذ أمر القبض عليه فلن يرى النور ثانية، وبالفعل سافر ونبهه، ولم يعد إلى البلاد إلا بعد فبراير 2011، وآخر شهد أنه طلب منه أن يتصل بسيدة أجنبية متزوجة، وينبهها أن رسائلها إلى زوجها المسجون تقرأ من دون علمه، وعليها أن تنتبه إلى خصوصياتهما.

كثيرة هي المواقف المشرفة التي قام بها، ولعل دوره في قضية النادي الأهلي هو الذي جعله هدفًا لنظام اللجان الثورية التي رفض أن يكون ضمنها، فاعتقل وعذب وأُفرج عنه متهالكًا إلى أن وسد ثرى مقبرة الهواري في 18/7/2008.

في القاهرة من بعد خروجه من المعتقل
في القاهرة من بعد خروجه من المعتقل
في شبابه
في شبابه
أثناء دراسته
أثناء دراسته
في القدس
في القدس
سنة 1949 في قوة دفاع برقة
سنة 1949 في قوة دفاع برقة
في رحلة بحرية
في رحلة بحرية
من شهاداته المهنية
من شهاداته المهنية
شهادة إتمام دراسته
شهادة إتمام دراسته
شهادة في تخصصه
شهادة في تخصصه
من بعد أن أقيل من مهامه
من بعد أن أقيل من مهامه
في أميركا
في أميركا
عندما عاد من أميركا منجزا تخصصه
عندما عاد من أميركا منجزا تخصصه
شهادة وفاته
شهادة وفاته
في القاهرة
في القاهرة
لعلها في القدس
لعلها في القدس
ضابط الأمن الأنيق على الدوام
ضابط الأمن الأنيق على الدوام
من بعد عودته من دراسته
من بعد عودته من دراسته
على يسار الصورة
على يسار الصورة
في أميركا
في أميركا

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم