في مثل هذا اليوم منذ 12 سنة رحل عنا رئيس وزراء ليبيا الذي في عهده انتهت الفيدرالية، بناء على رغبة الملك، الذي كان «يعتبر أن النظام الاتحادي ليس سوى خطوة أولى نحصل بها على الاستقلال.. وأن هدفه منذ البداية ليبيا الواحدة الموحّدة!!».
هو ضمن سبعة مثّلوا إقليم فزان في لجنة (الواحد والعشرين)، ثم في لجنة الستين. تولى وزارة الصحة في أول وزارة التي ترأسها محمود المنتصر، ثم منصبا وزاريا في الحكومات اللاحقة، إلى أن تولى رئاسة الوزارة سنة 1960، ويتعدل في عهده الدستور وتتوحد ليبيا سنة 1960، وعدلت حكومته قوانين عائدات النفط مما أدى إلى ارتفاع مداخيل البلاد منها. ولقد كفاءه الملك بوسام، بعد استقالته من رئاسة الوزراء «في سابقة هي الأولى حينذاك، وإشارة لا تخفي دلالتها».
محمد عثمان الصيد، ويعرف أيضاً باسم محمد بن عثمان ولد في 17 / 10 / 1924 بقرية (الزاوية) في براك الشاطئ بـإقليم فزان. حفظ القرآن الكريم مبكرا، كما درس الفقه والمنطق والحساب والعلوم الشرعية على أيدي فقهاء وشيوخ موطنه، وعلى رأسهم والده الشيخ أحمد البدوي الصيد رئيس المحكمة الشرعية بالشاطئ. أسهم في تأسيس (جمعية فزان) لمقاومة مشروع دمج ليبيا إلى الجزائر وتكون مستعمرة فرنسية. وسجن مع رفاقه بسببها سنة 1948.
ومن بعد سقوط الملكية، اختار المغرب منفى اختياريا، معارضا، وظل بها إلى أن وافته المنية يوم 31 /12 / 2007 في الرباط، ووسد ثراها في اليوم نفسه.
محمد عثمان الصيد نشر تجربته في جريدة الشرق الأوسط، كمذكرات وصدرت في حياته ككتاب بعنوان «محطات من تاريخ ليبيا»، وهو مرجع شجاع وحقيقي لسيرته، وما كتب عما ذكره في كتابه، وتعقيبات القراء كانت في متناول الجميع في حياته، وهي الآن في أيدي الناس وبمقدورهم أن يضيفوا إلى عنوانها محطات مشرفة، أو غيرها. أنا أحد الذين يرون أنها مشرفة.
تعليقات