Atwasat

«فرانس برس»: هل يهدد الهجوم الحوثي «الملاذ الآمن» الذي تقدمه الإمارات؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 19 يناير 2022, 08:14 مساء
WTV_Frequency

استعرضت وكالة «فرانس برس» في تقرير تداعيات هجوم الحوثيين الأخير على أبو ظبي، وتساءلت الوكالة حول إمكانية أن يفتح الهجوم الذي شنّته جماعة الحوثي على أبو ظبي، صفحة جديدة في الحرب في اليمن مع استهدافهم الدولة الخليجية الثرية المعروفة كـ«ملاذ آمن» في المنطقة.

وذكر «التقرير» أن الحوثيين هدّدوا مرارًا بضرب الإمارات، لكن هذا أول هجوم حوثي مؤكد يستهدف أراضيها، وينفذ بصواريخ وطائرات مسيرة، وفق ما أعلن الحوثيون، وطال صهاريج نفط في منطقة صناعية قرب «أدنوك»، وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وبحريق قرب المطار، وفق السلطات الإماراتية.

سمعة الإمارات في صميم أهدافها الاستراتيجية
وتقول مديرة «منتدى الخليج الدولي» للأبحاث، دانية ظافر، «يبدو أن الحوثيين يعرفون أن سمعة الإمارات في صميم أهدافها الاستراتيجية» موضحة أن الحوثيين «يأملون بتحقيق ضربة موجعة مع تكلفة متدنية لهم».

ويبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، تسعون في المئة منهم من الأجانب من مئتي جنسية مختلفة. وفرضت الإمارات نفسها مركزًا ماليًّا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها إلى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية.

-  الحوثيون يدعون الشركات الأجنبية والمدنيين إلى «الابتعاد عن المنشآت الحيوية» في الإمارات
- «فرانس برس»: مقتل 11 شخصا على الأقل في غارات التحالف على صنعاء غداة استهداف الإمارات

وفي شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر، تقدم الإمارات نفسها، كواحة «أمن وأمان» للأعمال والترفيه وجسر إلى العالم. كما تسعى إلى تقوية نفوذها الدبلوماسي في المنطقة. وتعد الدولة الخليجية وجهة مفضّلة لكثيرين، خصوصًا الشباب العرب الباحثين عن فرص عمل.

 محطة استقطاب مالية وسياحية وإعلامية مهمة 
وقد استثمرت بشكل كبير في النهوض وتطوير اقتصادها. ومن أكبر نجاحاتها إمارة دبي التي أصبحت محطة استقطاب مالية وسياحية وإعلامية مهمة في غضون عقود قليلة، ومركزًا لمقرات شركات كبرى يزورها ملايين الأشخاص سنويًّا.

لكن الإمارات تشارك في الوقت نفسه في تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن منذ العام 2015 دعمًا للحكومة اليمنية في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين بدأوا هجومًا واسعًا للسيطرة على اليمن منذ 2014.

وأعلنت الإمارات في 2019 أنها ستخفض قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة «إعادة انتشار» لأسباب «استراتيجية وتكتيكية».

 العمليات العسكرية لألوية العمالقة في شبوة
ويرى كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث «نافانتي غروب» الأميركية، محمد الباشا، أنه «على الرغم من أن أبو ظبي قامت بسحب معداتها العسكرية من اليمن، إلا أن أنصار الله (الحوثيين) يربطون العمليات العسكرية لألوية العمالقة في شبوة (..) بالإمارات التي لعبت دورًا رئيسيًّا في تشكيل وتدريب وتسليح هذه القوات».

وفي العاشر من يناير، أعلنت «ألوية العمالقة» استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط من المتمردين. وتدعم الإمارات هذه الألوية التي تأسست في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل.

وبعد تبنيهم الهجوم في أبو ظبي، دعا الحوثيون الشركات والمدنيين إلى «الابتعاد عن المنشآت الحيوية» في الإمارات. وترى ظافر أنه في حال  تكررت هذه الهجمات، فإن «سمعة واحة الأمن في الشرق الأوسط» يمكن أن «تتضرر».

الرد على الاعتداء.. وقصف صنعاء
لكن الباحثة المتخصصة في شؤون الخليج، إيمان الحسين، تستبعد أن تؤثر هذه الهجمات «بشكل كبير على سمعة الإمارات»، وتقول لـ«فرانس برس» إن الدولة الخليجية «بنت علامة قوية وصورة بإمكانها تحمّل الهجمات الأخيرة».

وتعهدت الإمارات بالرد على الاعتداء. وقصف التحالف العسكري الذي تشارك به الإمارات صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بعنف كرد على الهجوم. في الوقت نفسه، دعت الإمارات إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل إدانة «الهجمات الإرهابية».

وتقول الباحثة في جامعة «أوكسفور»، إليزابيث كندال، إن الهجوم يشكل «تصعيدًا كبيرًا»، لكن الإمارات «استثمرت بكثافة في اليمن، خصوصًا في البنى التحتية السياسية والعسكرية في الجنوب»، وبالتالي «يستبعد أن تنحرف عن سياستها الطويلة المدى، على سبيل المثال عبر زيادة وجود قواتها في اليمن مرة أخرى على أساس الاستفزاز».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعتقل 8455 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 8455 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ناصر الطبي
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ...
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم