Atwasat

لبنان: الشعب يعاني أزمة وقود ونقص مياه الشرب وسط تدهور الوضع الاقتصادي

القاهرة - بوابة الوسط السبت 21 أغسطس 2021, 02:55 مساء
WTV_Frequency

أزمة الطاقة في لبنان دفعت الناس إلى حلول غير مألوفة في إطار بحثهم اليائس عن المتطلبات الأساسية للحياة، من الهواء النقي إلى الكهرباء ووقود السيارات وحتى مجرد ثلاجة عاملة.

وحذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» السبت في بيان من أن أكثر من أربعة ملايين لبناني قد يواجهون نقصًا حادًا في المياه أو قد تنقطع المياه عنهم تمامًا خلال أيام، وذلك بسبب أزمة الوقود المستعصية.

نقص الوقود والبنزين 
ويعيش لبنان انهيارًا ماليًا منذ عامين، ويؤدي نقص الوقود والبنزين إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة ووقوف طوابير طويلة في محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل.

لم تكن آيلا تسعى إلى قضاء وقت ممتع مساء، حين قصدت أحد مقاهي العاصمة اللبنانية بيروت بقدر حاجتها إلى مكان يحتوي على مكيف هواء مع اشتداد حرارة الصيف، وذلك لتوفير بعض الراحة لأطفالها الذين كانوا الى جانبها، وفقًا لوكالة «فرانس برس»

وقالت آيلا الأم الثلاثينية: «منذ يومين لم نحصل على دقيقة كهرباء واحدة في المنزل، الأولاد لم يعد باستطاعتهم النوم»، وأضافت لوكالة «فرانس برس» وابنها البالغ خمس سنوات في حضنها وابنتها مستلقية على الأريكة: «هنا يمكن لأولادي أن يكسبوا بعض الراحة لبضع ساعات في مساحة مكيفة».

انقطاع التيار الكهربائي لمدد تتجاوز 22 ساعة يوميًا بات التقليد الجديد في بلد مفلس تفتقر أسواقه إلى كل شيء تقريبًا من الوقود إلى الدواء فالخبز وجميع المواد الأساسية، سكان لبنان بدأ صبرهم ينفد وكذلك قدرتهم على الصمود مع انهيار اقتصادي بلا قعر نقل البلاد إلى حالة معاكسة لما كانت عليه بالمطلق. 

وأشارت آيلا الى أن «ما نمر به يفوق الخيال. لم يتبق لدينا أي شيء، نحن محرومون من كل شيء، حتى النوم»، وأردفت «هذا هو الجحيم على الأرض».

في أحد محلات الحلاقة يئس أحمد من عودة التيار الكهربائي، فما كان منه إلا أن استخدم ضوء هاتفه الخلوي ليشذب لحية أحد الزبائن، وقال لـ«فرانس برس» والعرق يتصبب منه بسبب الحر: «نعمل في ظروف بائسة للغاية»، في أماكن أخرى اختار أصحاب صالونات التزيين أن يضعوا كراسي الحلاقة على الأرصفة لاستغلال الضوء الطبيعي وسط انعدام الكهرباء.

الانهيار الاقتصادي أطاح بالعملة الوطنية
الانهيار الاقتصادي أطاح بالعملة الوطنية؛ إذ فقدت الليرة الكثير من قيمتها أمام الدولار الأميركي ما دفع بأربعة من كل خمسة أشخاص تحت خط الفقر، لكن وتيرة الانهيار البطيئة تسارعت هذا الشهر بعد إعلان حاكم البنك المركزي رياض سلامة عدم القدرة على الاستمرار في دعم المحروقات.

وفي أعقاب هذا الإعلان، ساد الهلع وخفَّض موزعو المحروقات الكميات التي يتم توزيعها لتصطف أرتال من السيارات أمام محطات الوقود بانتظار أن يتمكن أصحابها من تعبئة خزاناتها قبل تحديد السعر الجديد لصفيحة البنزين، وأدى ترك بعض السائقين لسياراتهم ليلًا أمام المحطات خوفًا من خسارة دورهم في اليوم التالي الى إغلاق شوارع العاصمة المعتمة.

معظم إشارات المرور أطفأت أنوارها قبل أشهر، ولحقت بها مصابيح الإنارة بعد وقت قصير، وكذلك لافتات المحلات ما تسبب بشعور بالمرارة لدى سكان المدينة، لكن في الصباح عندما يعود أصحاب السيارات لمتابعة جولة الانتظار أمام محطات الوقود، فإن الشعور العام يتحول إلى مزيج من الغضب المتفجر واليأس الصامت.

أبوكريم سائق تاكسي قال لـ«فرانس برس»: سيارتي متوقفة في طابور أمام المحطة منذ يومين، لكني لم أتمكن من الحصول على الوقود، وسأل: «هل هناك شيء مذل ومهين أكثر من هذا؟»، فيما طابور السيارات يمتد لكيلومترات خلفه.

ووصف أبوكريم زعماء البلد المتهمين بالفساد والإهمال بأنهم يعيشون في فقاعة مختلفة، قائلًا: «لا ينقصهم شيء، لا كهرباء ولا وقود ويعيشون منفصلين تمامًا عن الواقع» في الأسابيع الأخيرة، اضطر الموظفون إلى ملازمة منازلهم أو النوم في أماكن العمل بسبب صعوبة التنقل وغياب أي خيارات أخرى في ظل الشح المستمر للوقود.

نقص الكهرباء والوقود أجبر أيضًا الكثير من المقاهي والمطاعم على إغلاق أبوابها لتعذر الاستمرار في خدمة زبائنها أما تلك التي لا تزال مفتوحة فيتردد إليها غالبًا أشخاص يريدون شحن هواتفهم والحصول على قسط من الراحة في أماكن تشغل مكيفات التبريد، مخبز شهير له ثمانية فروع في جميع أنحاء لبنان اضطر الى إغلاق ثلاثة منها وخفّض ساعات العمل حتى يتمكن من البقاء، وأدى لجوء أصحاب الأعمال إلى السوق السوداء للحصول على الوقود اللازم لإبقاء الثلاجات عاملة طوال الليل إلى رفع تكاليف التشغيل بشكل كبير.

وقال المسؤول في المخبز إيلي زوين لـ«فرانس برس»: «اضطررنا إلى شراء صفيحة المازوت عشرين ليترًا من السوق السوداء بـ500 ألف ليرة لبنانية (333 دولارًا بالسعر الرسمي) لتشغيل المولد»، وأشار الى أن هذا يزيد خمسة أضعاف عما كان يدفعه الشهر الماضي.

وعلى بُعد كيلومترات قليلة اضطر أحمد الملا الذي يدير حانة صغيرة إلى الاعتماد على جهاز «يو بي اس» وبطاريات لتشغيل آلة صنع القهوة وثلاجات صغيرة لتخزين زجاجات الكحول وأكياس الثلج، لكن هذا الجهاز لا يسمح له بتشغيل الإنارة أو حتى الاستعانة بمروحة صغيرة في الحر الشديد.

وقال الملا لـ«فرانس برس»، إن زبائنه يفضلون السهر وتناول الشراب في الظلام على أن يكونوا محتجزين في منازلهم دون كهرباء أو تبريد، وأضاف «لا خيار لديَّ، لا يمكنني إغلاق الحانة إذا لم أعمل سأجوع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
33 ألفا و970 شهيدا جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
33 ألفا و970 شهيدا جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
البحر متنفس نازحي غزة من حرب الإبادة
البحر متنفس نازحي غزة من حرب الإبادة
«شلل جزئي» في دبي واستئناف الرحلات ببطء في المطار
«شلل جزئي» في دبي واستئناف الرحلات ببطء في المطار
زعيم الحوثيين: نفذنا 14 عملية في أسبوعين وصولًا إلى المحيط الهندي
زعيم الحوثيين: نفذنا 14 عملية في أسبوعين وصولًا إلى المحيط الهندي
شكري يجدد رفض مصر لأية عملية عسكرية في رفح
شكري يجدد رفض مصر لأية عملية عسكرية في رفح
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم