Atwasat

أطفال في غزة يروون لحظات الرعب: «خائفون من الموت»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 23 مايو 2021, 01:55 مساء
WTV_Frequency

أثناء القصف الأخير على شمال مدينة غزة، كتبت الطفلة زينة ضابوس (عشر سنوات) بقلم حبر باللون الأحمر رسالة ووضعتها تحت وسادة والدتها.

 تقول رسالة الطفلة: «ماما حبيبتي، أنا خائفة جدا. إذا استشهدنا ضعونا معا في القبر نفسه لأبقى في حضنك. وأريد أن أرتدي ملابس العيد».

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الجمعة، يحذر خبراء من آثار القصف النفسية التي سترافق الأطفال الفلسطينيين لسنوات. وفق وكالة فرانس برس.

وأكد أطباء نفسيون أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من سلسلة من الأعراض النفسية المرتبطة بالخوف من القصف كالاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية والتبول اللا إرادي وعصبية المزاج وغيرها.

رسالة زينة
تقول زينة إنها بدأت بكتابة الرسالة انطلاقا من شعورها بالخوف والرعب. كانوا يقصفون محيط منزلنا، ويقصفون كل الشوارع. قبل النوم  كتبت ورقة إلي أمي ووضعتها تحت الوسادة لأنني كنت خائفة من أن أموت.

في القطاع الذي شهد أربع عمليات عسكرية إسرائيلية في 2008 و2012 و2014، نشأ الكثير من الأطفال على أصوات القصف والغارات الجوية.

ويوجد مليون طفل في غزة، بحسب أرقام صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف. 

ويقول جد الطفلة سعيد الضابوس: جيل الأطفال تدمر بسبب الحروب المتتالية على غزة.

واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية تضامنا مع الفلسطينيين، الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود. 

صدمات نفسية
وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر أحد عشر يوما بمقتل 248 شخصا، بينهم 66 طفلا، بموجب أرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

على الجانب الإسرائيلي أكدت خدمة الطوارئ مقتل 12 شخصا، بينهم طفل وشابة عربية ،إسرائيلية، وجندي إسرائيلي وشخص هندي وتايلانديان، فيما أصيب نحو 357 بجروح مختلفة.

ويعتبر عدد القتلى في قطاع غزة مثار جدل خاصة في ما يتعلق بعدد المدنيين مقارنة بالمقاتلين. 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن القصف الإسرائيلي قتل أكثر من 200 إرهابي في غزة. على حد قوله.

وبحسب المفوض العام للأمم المتحدة فإن عدد القتلى المدنيين بلغ 129 شخصا. 

وحذرت منظمة أنقذوا الأطفال، الجمعة، من أن الأطفال في غزة سيعانون لسنوات مقبلة.

وبحسب المنظمة فإن الأطفال في غزة يعانون من الخوف والقلق، وقلة النوم وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللا إرادي.

ميساء تروي قصة عائلتها
وفي منزل آخر، تحاول ميساء أبوالعوف (22 عاما) تهدئة روع شقيقها، البالغ من العمر عامين ونصف، بعد أن خسرا عددا كبيرا من أفراد عائلتهما في قصف جوي إسرائيلي.

وتقول: عندما يسمع صوت أي انفجار يبدأ بالصراخ والبكاء. ويقول لي أحبك وأريد أن أكون معك.

وتحاول ميساء تهدئته، قائلة: لا تخف، هذا صوت بالون.

وتتابع: الجميع بحاجة إلى دعم نفسي.. ابن عمي عمر (16 عاما) استشهد جميع أفراد عائلته وتم انتشاله من بين الأنقاض بعد أن قضى 12 ساعة هناك. ومن هول الصدمة ما زال يبكي بحرقة ولا يريد الكلام.

وبسبب تدمير المنزل المؤلف من أربعة طوابق بشكل كلي في حي الرمال باتت ميساء وشقيقها أحمد يقيمان في منزل جدها مع أختهما مرام.

وترقد والدة ميساء في مستشفى الشفاء على إثر إصابتها بجروح بالغة في الغارة نفسها التي دمرت المنزل.

وانتشل طاقم للدفاع المدني عددا من النساء والأطفال من تحت ركام منزل عائلة أبوالعوف الذي دمر كليا بينهما شقيقتا ميساء، طالبة طب الأسنان شيماء، 20 عاما، وروان، طالبة، 17 عاما.

وقتل في تلك الغارة نحو 42 فلسطينيا بينهم عشر نساء وثمانية أطفال.

وتروي شقيقتهم مرام أبوالعوف 7 أعوام التي نجت من تحت الأنقاض: كنت تحت الحجارة، سألت عن ماما وعن أختي شيماء، وكنت أقول أخرجوني من تحت الردم. ثم تضيف: أنا حزينة.

ووقعت غارة إسرائيلية قريبة من منزل الجد، فأصبحت مرام تبكي وترتعش.

وشاهد مراسل «فرانس برس» بقايا الألعاب الخاصة بمرام بين ركام منزلها، من بينها دب أحمر اللون.

وتقول الطفلة: كتبي ودفاتري احترقت.

نسبة كارثية
وخلال العملية العسكرية الأخيرة، كان برنامج غزة للصحة النفسية يقدم نصائح للعائلات في كيفية التعامل مع الأطفال أثناء القصف عبر صفحته على فيسبوك.

وفي منشور يعود تاريخه إلى 10 مايو، كان البرنامج يطلب من الوالدين مشاركة المشاعر مع الأطفال ومحاولة إشغالهم أثناء القصف بأنشطة أخرى مثل اللعب أو الرسم أو الصلاة.

ولا توجد نسبة حقيقية لعدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية في القطاع، لكن برنامج غزة يشير إلى ازدياد هذه الحالات بالمئات شهريا.

جيل عدواني
ويحذر الإخصائي النفسي محمد أبوالسبح من أن يصبح الأطفال عنيفين بعد تعرضهم لصدمات هائلة في قطاع غزة.

ويشرح أبوالسبح أن الاضطرابات النفسية تظهر غالبا عبر اضطرابات سلوكية سيئة وعنيفة. 

وبحسب أبوالسبح فإن غالبية الأطفال في قطاع غزة يعانون من الاكتئاب والقلق واضطراب السلوك.

وحذر الإخصائي من أن هناك نسبة كارثية من الأطفال الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل.

ويتابع: أنا غير متفائل، هذه الحرب ستنشئ جيلا عدوانيا يميل إلى الكراهية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يعرب عن «قلقه» بعد موجة التوقيفات الأخيرة في تونس
الاتحاد الأوروبي يعرب عن «قلقه» بعد موجة التوقيفات الأخيرة في ...
إندونيسيا: 57 قتيلاً حصيلة الفيضانات وسيول الحمم البركانية الباردة (شاهد)
إندونيسيا: 57 قتيلاً حصيلة الفيضانات وسيول الحمم البركانية ...
«فيديو»: «حزب الله» يسقط منطاد «تجسس» إسرائيليًا بالأسلحة الصاروخية
«فيديو»: «حزب الله» يسقط منطاد «تجسس» إسرائيليًا بالأسلحة ...
شكري: نرفض ليّ الحقائق وإسرائيل المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية في غزة
شكري: نرفض ليّ الحقائق وإسرائيل المسؤولة الوحيدة عن الكارثة ...
هتافات تطالب بحرية غزة في «مسيرة العودة» بمناسبة الذكرى 76 للنكبة
هتافات تطالب بحرية غزة في «مسيرة العودة» بمناسبة الذكرى 76 للنكبة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم