تتسارع وتيرة التطورات في كوريا الشمالية بشكل يجعل العالم يتساءل عن مكان وجود الزعيم الشاب كيم جونغ أون وهل مازال يحكم ما يُعرف بكونه «أكثر بلد انعزالاً في العالم»؟ ونقلت شبكة «CNN» عن بعض المحللين توقعهم أن تكون عناصر من العسكر القديم أطاحت الشاب الذي خلف والده إثر وفاته العام 2011.

وبعد زيادة وزنه التي كانت واضحة، وظهوره وهو يعرج، اختفى تمامًا عن الأنظار منذ 3 سبتمبر ويغيب عن أحداث مهمة من ضمنها اجتماع مجلس الحكومة، وأحدثها الثلاثاء، حيث غاب عن إحياء الذكرى الـ17 لاختيار والده أمينًا عامًا لحزب «العمال» الحاكم.

زيارة مفاجئة
ورغم أنَّ أنباء شبه حكومية ذكرت أنَّ كيم يعاني «عدم راحة» من دون تفاصيل إضافية، فإنَّ زيارة مفاجئة قام بها ثلاثة من أبرز قيادات الدولة إلى كوريا الجنوبية نهاية الأسبوع، صبّت الزيت على نار الترجيحات والأسئلة: أين كيم؟ وما سبب زيارة آخر لحظة من كوريا الشمالية إلى الجنوبية؟

وقال المحلل مايكل غرين: «لا يوجد أي أحد من خارج عاصمة كوريا الشمالية يعرف حقيقة ما يحدث. فأنْ يزور رقما 2 و3 في النظام كوريا الجنوبية في الوقت الذي يبدو فيه الرقم 1 وزوجته مختفييْن، أمرٌ غير اعتيادي بالمرة بل إنه غير مسبوق ».

هل تمت إطاحة كيم؟
وعلى أعمدة «ديلي بيست» كتب المحلل غوردون شانغ تحت عنوان «هل تمت إطاحة كيم؟». وأضاف: «بالطبع فإنَّ كل شيء ممكن في كوريا الشمالية أكثر الأنظمة المغلقة. واحتفالات 10 أكتوبر التي تحيي ذكرى تأسيس حزب العمال ستعطينا فكرة أوضح، لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن كيم فقد كثيرًا من السلطة».

ونسبت نفس الصحيفة لمصادر قولها إنَّ كوريا الشمالية فرضت قيودًا على السفر. والثلاثاء رفض نائب سفير بيونغ يانغ لدى الأمم المتحدة الرد على سؤال من CNN بشأن ما يحدث مكتفيًا بالقول: «لكل كوري شمالي الحق في السفر».

أما المنشق جانغ جين سونغ الذي سبق أن شغل مواقع مهمة في حملات الزعيم الراحل، فأكد أنّ ابنه ليس سوى «ألعوبة» بأيدي العسكر القديم الذين يسيطرون على السلطة، وكيم ليس سوى الرمز».

الصور الدعائية
أما الأستاذ في جامعة جورج تاون فيكتور شا، فقال: «فكرة إطاحة كيم من قبل هذه المصلحة هي نظرية تستمع إليها عادة من الدبلوماسيين الأوروبيين العاملين في كوريا الشمالية. وبعض الأدلة تكمن في الصور الدعائية تحديدًا، حيث نرى فقط خلفية رأسه أو نراه من الخلف. إنها علامات مستخدمة من مسؤولي تلك المصلحة ليبلغوا الناس رسالة أنهم يسيطرون على الوضع أكثر من هذا الشاب الصغير».

لكن المحلل في معهد بروكينغس، جوناثان بولاك، يقلل من شأن ذلك، قائلاً: «لا يوجد في النظام الكوري الشمالي الرقم 2، هناك 1 ثم تأتي البقية». بينما يرى محللون آخرون أنّ كيم ببساطة مريضٌ لاسيما أنَّ لأسرته تاريخًا مع مرض السكري وأمراض السمنة، مضافة إليها عادات الأكل التي اكتسبها في الغرب.