قالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية في تقرير لها إن ليبيا تقف الآن على حافة التفتت، والدخول في حرب أهلية بعد استيلاء قوات تحالف فجر ليبيا على مطار طرابلس.

وأوضحت الصحيفة أن انتصار قوات «فجر ليبيا» التي تتكون من كتائب إسلامية ومن كتائب مصراتة وغيرها من المدن، يعد تتويجًا لأسابيع من القتال الذي اندلع عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في يوليو الماضي، والتي خسر فيها الإسلاميون.

وتابعت قائلة: «بدلاً عن تقبل النتيجة اتهم القادة الإسلاميون البرلمان الجديد بأنه معين من قبل مؤيدي النظام السابق، ويسعى الإسلاميون إلى استعادة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته لأنهم يسيطرون عليه بالكامل».

وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر عمر حميدان: «سوف يعقد المؤتمر اجتماعًا طارئًا في طرابلس لإنقاذ البلاد».

واعتبرت الصحيفة أن هذه التطورات الخطيرة تحول ليبيا من كونها ديموقراطية مضطربة في مرحلة ما بعد الربيع العربي إلى دولة فاشلة، إذ تراقب مصر والسودان الأوضاع في جارتهما ليبيا عن كثب، علاوة على أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلن أخيرًا أنه على الرغم من احتدام الأزمات في العراق وسورية وأوكرانيا وغرة، إلا أن «قلقه الأكبر في هذه اللحظة من الأزمة في ليبيا».

وأضافت الصحيفة: «يعتقد معظم الليبيين أن التقسيم الآن حتمي؛ حيث توجد القوات الإسلامية بقوة في طرابلس، بينما يهيمن القبليون والوطنيون في شرق البلاد».

وقال العضو السابق في المؤتمر الوطني العام حسن الأمين والذي هرب إلى بريطانيا عقب تلقيه تهديدات من كتائب مصراتة: «الوضع في ليبيا دخل في مرحلة جنون تام، هناك معركة قادمة بين الشرق والغرب».

ويعرب بعض المسؤولين من دول جوار ليبيا عن مخاوفهم من أن المجموعات المسلحة قد تستخدم الطائرات في المطارات الثلاثة التي يسيطرون عليها الآن لشن هجمات إرهابية على الدول المحيطة بهم، ومما يعمق هذه المخاوف أن قادة قوات «فجر ليبيا» تعهدوا بالانتقام من مصر والإمارات العربية المتحدة، المتهمتين بشن غارات جوية صباح السبت بطائرات مجهولة الهوية، مما أسفر عن مقتل 17 من ميليشيات مصراتة.

ونفت الخارجية المصرية الاتهامات الموجهة إليها بقصف مواقع تسيطر عليها ميليشيات عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدة أن هذه الأنباء «عارية تمامًا عن الصحة ولا أساس لها».