نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً يهاجم تركيز الجمهوريين "المتعطشين للفضائح"، على تكوين اللجنة التاسعة للتحقيق في هجوم بنغازي على القنصلية الأميركية العام 2012، في حين قد تكون الـ "الفضيحة" الأساسية في ليبيا هي ما يجري حاليًّا على الأرض؛ حيث ينحدر البلد في أدمى نوبة من الفوضى منذ إطاحة القذافي.

ويرى كاتب المقال، جون هدسن، أنه كان من الممكن أن يستخدم المشرعون الأميركيون سلطتهم في وضع مسؤولي الإدارة أمام أسئلة قاسية، عن سياسة أميركا الحالية تجاه ليبيا، وأن يضغطوا من أجل مجهودات أكبر لمنع البلد من الانهيار، ولكن كما قال الكاتب، ركز الجمهوريون اهتمامهم فقط على الليلة التي قُتل فيها السفير الأميركي بليبيا، مع أربعة آخرين والجهود الفاشلة للإدارة في التواصل في الأيام القليلة التالية، كما أضاف الكاتب أن تحقيقًا أوسع في إدارة البيت الأبيض للأمور في ليبيا، سيكشف أنه بلد يغرق في العنف والعجز الداخلي، وأن الإدارة الأميركية عاجزة بدرجة كبيرة عن تغيير مسار الأحداث على الأرض.

وعلق الكاتب على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، قائلاً: إنه في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ما تحتاجه ليبيا يبقى تحقيقه هو المشكلة المحيرة، وهو المعضلة التي تستحق اهتمام جلسات استماع الكونغرس، ولكن في الوقت الذي تذهب فيه بعض المجهودات لهفوات ليبيا ما بعد القذافي خاصة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، يتركز أغلبية اهتمام الجمهوريين بليبيا على رد فعل الإدارة على هجوم بنغازي العام 2012 وليس تحديد الأسباب التي أدت للهجوم، وكانت تصريحات الإدارة الأميركية تكررت عن أن ليبيا فقط من تستطيع حل مشاكلها الداخلية.

ولم يتوقع الكاتب تغير محور الاهتمام هذا قريبًا، وأشار إلى عدم تطرق رئيس مجلس النواب، جون بينر، لمشكلة التشكيلات المسلحة المتنقلة أو الرغبة في استكشاف مشاكل ليبيا بوجه عام، وذلك في إعلانه تكوين لجنة للتحقيق في أمر بنغازي في بداية هذا الشهر، حيث صرح: "سيصوت المجلس على اختيار لجنة جديدة للتحقيق في الهجوم وتوفير المحاسبة اللازمة والتأكد من أنه تم أخيرًا تحقيق العدالة".

وقالت بساكي هذا الأسبوع: إن ليبيا تواجه كثيرًا من التحديات والإدارة على وعي بهذا، وإن الإدارة تؤمن أنه لا يمكن تخطي هذه المشاكل إذا لم يسو قادة ليبيا الخلافات عبر الحوار ويعملوا معًا، وقال كيري في اجتماع (لندن 11) عن ليبيا: "نحتاج لمحاولة تسريع الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن والحكم اللازمين لإعطاء السلطات الليبية الوقت والمساحة لتتمكن من مواجهة تهديد التطرف والتحديات التي يواجهها البلد".
(خدمة واشنطن بوست - فورين بوليسي)