حذر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، من انهيار النظام البنكي نتيجة استمرار أزمة نقص السيولة، مشيرًا إلى أن رجال أعمال ومواطنين سحبوا ما قيمته 24 مليار دينار ليبي، مما يهدد بانهيار البنوك.

وأكد في حواره مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، نُشر الجمعة، أن أزمة السيولة التي تشهدها ليبيا حاليًّا سببها تراجع صادرات النفط والعائدات نتيجة انخفاض الأسعار عالميًّا، وقيام رجال الأعمال والمواطنين بسحب مبالغ ضخمة وصلت إلى 24 مليار دينار من البنوك.

ولهذا أكد السراج ضرورة استعادة الصادرات النفطية لأنها المحرك الأول للاقتصاد، وحتى تستطيع الحكومة إحياء التجارة والبدء في تنفيذ مشروعات البنية التحتية وتوفير مزيد من فرص العمل لأن عدد الوظائف المتاحة في القطاع العام محدودة للغاية.

السراج: اجتمعت مع حفتر وأخبرته ضرورة أن تكون القيادة العسكرية تابعة للقيادة السياسية

وأوضح أن حكومته تعمل على تحسين خدمات الكهرباء، وقامت بالفعل بالتواصل مع عدد من الشركات الأجنبية، مثل شركة «سيمنز» الألمانية.

وطالب السراج برفع العقوبات المفروضة على القوات الليبية التي تقاتل تنظيم «داعش»، مؤكدًا حاجتهم إلى دعم لوجيستي في المعركة ضد الإرهاب.

وحث السراج الغرب على استقبال الجرحى والمصابين جراء العمليات العسكرية وذلك لغياب الأطقم الطبية المجهزة والأدوات الطبية في المستشفيات.

وفي ما يخص موقف مجلس النواب الرافض لحكومة الوفاق الوطني، قال السراج: «لا توجد بيننا وبين البرلمان أي مشكلة، لكن المشكلة تكمن داخل البرلمان نفسه. فحتى الآن تم عرقلة التصويت بالثقة داخل البرلمان، وقدمنا كل ما نستطيع، وقمنا بتغيير تشكيل الحكومة ليكون أصغر بناء على طلب أعضاء البرلمان».

وناشد مجلس النواب عقد جلسة للتصويت على منح الثقة للحكومة حتى يمكن لأعضاء البرلمان ممارسة حقهم الديمقراطي والتعبير عن رأيهم بالحكومة، فليبيا تحتاج إلى تقدم وليس مزيدًا من العراقيل.

وفي ما يتعلق بموقف قائد الجيش الليبي، الفريق أول ركن خليفة حفتر، قال السراج إنه اجتمع مع حفتر وأخبره بأن عليه الاعتراف بالمجلس الرئاسي وأن القيادة العسكرية يجب أن تكون تابعة للقيادة السياسية.

السراج: «لا توجد بيننا وبين مجلس النواب أي مشكلة، والمشكلة تكمن داخل البرلمان نفسه»

وتناول الحوار أزمة الهجرة، وقال السراج إن أزمة الهجرة غير الشرعية من أكبر الأزمات التي تواجه ليبيا، ولها ثلاثة أبعاد، إنسانية واقتصادية وإجرامية أيضًا. وأضاف أن الدولة تحولت إلى جسر لعبور المهاجرين، وتحولت المنطقة الجنوبية والصحراء إلى منطقة لانتعاش شبكات التهريب لأنها منطقة مفتوحة.

وطالب السراج المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغوط على دول جوار ليبيا، خاصة تلك في الجنوب مثل تشاد والنيجر ومالي لحل أزمة الهجرة، وزيادة الدعم المقدم إلى البحرية الليبية وقوات حرس الحدود.

ورأى السراج أن الغرب تخلى عن ليبيا عقب العمليات العسكرية التي أطاحت القذافي العام 2011، وظلت الدولة وحدها تواجه الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.