ذكر تقرير نشرته مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية، أن إيطاليا هي «مفتاح محاربة (داعش) بليبيا»، وستلعب دورًا كبيرًا في التحالف ضد التنظيم، لأنها أكثر المتضررين من تواجده بليبيا نظرًا للتهديد الذي يمثله ضد مصالحها وأمنها القومي، ولهذا فإن روما هي مَن سيكون عليها قيادة أية عمليات دولية ضد التنظيم.

وأكد أن إيطاليا ستلعب دورًا مهمًّا في الحرب ضد تنظيم «داعش» لأنها أكثر الدولة المتضررة من وجوده، بسبب قربها من ليبيا وتأثرها بموجة المهاجرين غير الشرعيين، الذين يعبرون «المتوسط» إلى شواطئها، فضلاً عن تأثر مصالحها الاقتصادية داخل ليبيا.

ولفت التقرير المنشور، الأربعاء، إلى توصل إيطاليا وواشنطن لاتفاق يقضي بموافقة إيطاليا على استخدام واشنطن قواعدها الجوية في جزيرة صقلية، مقابل قيام إيطاليا بنشر نحو خمسين فردًا من القوات الخاصة في ليبيا هذا الأسبوع، إضافة إلى 40 ضابط مخابرات إيطاليًّا موجودين في ليبيا منذ يوليو العام 2015، بهدف جمع معلومات استخباراتية وتقييم الموقف على الأرض.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في التحالف الدولي ضد «داعش» يستمرون في الضغط على الأطراف الليبية، للموافقة على الاتفاق السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، بينما يحاولون وضع خطط لما بعد الاتفاق وفي حال طلبت حكومة الوفاق الوطني مساعدة دولية لمحاربة تنظيم «داعش».

ويأتي الدور الإيطالي مكملاً للدور الأميركي الضاغط للوصول إلى اتفاق نهائي على تشكيل حكومة الوفاق، فضلاً عن أن واشنطن لديها قدرات عسكرية أكبر وأكثر قدرة عن تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد «داعش».

وسيكون على إيطاليا والولايات المتحدة تنسيق عملياتهما واتباع نظرية تعرف باسم «الشرطي الجيد والشرطي السيئ»، بمعنى أن إيطاليا عليها إقناع الليبيين بأن تشكيل حكومة الوفاق يسمح لهم بلعب دور أكبر في التدخل العسكري الدولي بقيادتها، وفي الوقت نفسه التأكيد على أن إيطاليا لا تستطيع كبح رغبة واشنطن في تصعيد العمليات العسكرية دون موافقة الأطراف الليبية.

ورأت المجلة الأميركية، أنه مع استمرار دعم العملية السياسية، على واشنطن استكمال التحضيرات العسكرية، مما سيضع ضغطًا على الأطراف الليبية ويدفعهم للاتفاق.

ويتوقف الدور الإيطالي، وفقًا للتقرير، على توصل الأطراف الليبية إلى تشكيل نهائي لحكومة الوفاق الوطني. لكن في المقابل لن تنتظر واشنطن طويلاً من أجل زيادة عملياتها ضد «داعش».

وحذرت «ذا ناشيونال إنترست» من استمرار توسع وانتشار تنظيم «داعش»، فالتنظيم موجود ومؤثر في ليبيا ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة، وظهر ذلك جليًّا في تصريحات قائد القوات الأميركية في أفريقيا، ديفيد رودريغز، إذ قال: «إن (داعش) في ليبيا يمثل تهديدًا خطيرًا ومتناميًّا للأمن القومي الأميركي والمصالح الأميركية وحلفائها في الإقليم».