Atwasat

عودة الروح لسعاة البريد في الكونغو

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 02 يناير 2017, 11:42 صباحا
WTV_Frequency

مصائب قوم عند قوم فوائد، هكذا الحال في كينشاسا، فبعد ثلاثة عقود من الغياب، عاد سعاة البريد إلى الظهور في شوارع عاصمة الكونغو الديمقراطية مجددًا، في ظل عجز الشركات عن دفع رواتب موظفيها العاملين في توزيع الطرود.

وتكاد الطالبة أوديت تشيبامبي (30 عامًا) لا تصدق أن ساعي بريد طرق باب منزلها في كينشاسا، إذ تقول: «منذ الطفولة أسمع أهلي يتحدثون عن ذلك. لكني لم أحظ يومًا بفرصة تسلم الطرود من جانب سعاة البريد. إنها سابقة بالنسبة لي»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، السبت.

فهؤلاء السعاة المعروفون ببزتهم الصفراء يعودون إلى المشهد بعد عقود من المعاناة لقطاع البريد في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتقول أنيفا كايومبا رئيسة مركز الفرز الضخم في كينشاسا، حيث تنتشر أكياس كبيرة مليئة بالرسائل الموضبة بعناية، إن الشركة الكونغولية للبريد والاتصالات توقفت عن مهمة توزيع البريد منذ منتصف الثمانينات حتى فترة قريبة خلت.

وعلى غرار أوديت، لاحظ عدد كبير من سكان كينشاسا عودة سعاة البريد إلى المدينة التي تضم 10 ملايين نسمة، إذ يجوبون الطرقات على دراجات هوائية أو نارية أو مشيًا.

وتروي كايومبا الموجودة في الخدمة منذ 33 عامًا، السنوات العجاف التي كان فيها العمال في الشركة «فاقدين الحماسة» في العمل بسبب عدم دفع رواتبهم.

وفقد الزبائن الثقة بهيئة البريد لأن أكثرية الطرود «كانت تصل مشوهة أو يفقد أثرها»، بحسب إليزابيت لينجيما وهي موظفة في شركة البريد منذ 26 عامًا وتشارك حاليًا بفخر في عمليات الفرز.

الموظفون كانوا يقصدون أماكن عملهم في تلك الفترة «لتفتيش الطرود»

وتشير كايومبا إلى أن الموظفين كانوا يقصدون أماكن عملهم في تلك الفترة «لتفتيش الطرود» فقط ليغادروا الموقع بعد سحب الأوراق النقدية والساعات والمجوهرات منها.

وكانت الطرود القليلة التي تفلت من هذا «التفتيش» تسلم إلى الجهة المرسل إليها في مقابل دفع قيمة «بدل النقل»، وهو مبلغ يفرض لأداء هذه الخدمة يحدد تبعًا للزبون.

وتحول المقر الضخم لهيئة البريد الموروث عن حقبة الاستعمار البلجيكي (1909 - 1960) ملجأ للمشردين وأطفال الشوارع.

ويذكر ديدييه موسيتي رئيس هيئة البريد بأن إدارة الهيئة هجرت مقرها الرئيس بسبب عدم أهليته للاستخدام «لاستئجار مكاتب جميلة» في مكان آخر.

وعين هذا الرجل الذي عاد إلى بلده بعدما درس في فرنسا وحاز خبرة في مجال الاتصالات، رئيسًا للشركة العامة في 2014 وكلف إعادتها إلى مسار النمو.

ولإعادة إطلاق عجلة العمل في الشركة، اضطر العمال إلى التخلي عن 80 شهرًا من المستحقات المتأخرة وباتوا يتقاضون راتبًا شهريًا يدفع بانتظام يبلغ بضعة مئات من الدولارات شهريًا.

وتقتصر التبادلات البريدية حاليًا على الرسائل الآتية من الخارج إلى الكونغو أو بالعكس، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ويشير موسيتي إلى عدم وجود حركة بريدية داخلية في الكونغو الديمقراطية، وهو بلد كبير توازي مساحته خمسة أضعاف مساحة فرنسا ويفتقر للبنى التحتية، غير أن هذا الأمر مرتقب في مرحلة مقبلة.

وتكمن الأولوية في جذب التحويلات المالية من المهاجرين الكونغوليين إلى كينشاسا والمقدرة قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا إلى هيئة البريد، في ظل هيمنة شركات خاصة على هذا النشاط.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اكتشاف مشاركة طالبات من جامعة في كامبريدج في فك رموز نازية
اكتشاف مشاركة طالبات من جامعة في كامبريدج في فك رموز نازية
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار غزيرة
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار ...
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم