Atwasat

من بيوت الصفيح إلى هوليوود.. قصة صعود فتاة الشطرنج

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 19 أكتوبر 2016, 04:59 مساء
WTV_Frequency

كان براين وأخته الصغرى فيونا موتيسي وشقيقه ريتشارد وأمهم هارييت يكافحون من أجل البقاء في مدينة الصفيح (كاتوي).. ذلك قبل أن يتبدل الحال بفضل شقيقته بطلة الشطرنج، خلال رحلة بدأت قبل نحو عقد من الزمان، وباتت اليوم العائلة تمتلك منزلًا مريحًا، فيما التحقت الفتاة والشقيق الأصغر بالجامعة.

هذه القصة غير العادية للاعبة الشطرنج الموهوبة فيونا، يرويها فيلم من إنتاج استوديوهات «ديزني» بدأ عرضه في صالات السينما الأميركية في نهاية سبتمبر، بعنوان «كوين أوف كاتوي» (ملكة كاتوي).

ويستذكر براين (22 عامًا): «منذ سن السادسة كنت أمشط أحياء مدن الصفيح كلها لبيع الذرة. في أيام الخير، كنت أجني ثلاثة آلاف شيلينغ (85 سنتًا للدولار)، لكن كانت هناك أيام شح فيها الرزق كثيرًا». وتغير مصير العائلة بفضل مبادرة أطلقتها كنيسة مجاورة بمنح وعاء حساء مجاني لأي شخص يأتي للعب الشطرنج.

ويروي براين: «رأتني فيونا ذاهبًا إلى هناك ولأننا كنا جائعين للغاية، لحقت بي للحصول على الحساء. في البداية، لم تكن ترغب في الدخول وكانت تسترق النظر من الكوات في الجدران». عندها لمح روبرت كاتيندي الملقب بـ«المدرب روبرت» هذه الفتاة اليافعة.

ويتابع: «كانت خجولة ومتسخة للغاية لدرجة أن الصبية كانوا يسخرون منها على نحو مؤذ. لكن عندما أتت إلى الداخل، أبلت بلاء حسنًا ورأيت قوتها». وأسس روبرت كاتيندي ناديه للشطرنج سنة 2004، في إطار برنامج اجتماعي تقوده إرساليات.

ويقول: «الحياة على لوح شطرنج شبيه بالحياة في مدينة صفيح. ثمة تحديات ومفاجآت في كل مكان، لكن إذا ما أمعنتم في النظر، يمكنكم رصد فرص وإيجاد سبل لتدبر أمركم». وبعد بضعة أشهر في النادي، أثبتت فيونا تميزها.

ويوضح روبرت كاتيندي: «فيونا لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة، غير أنها أظهرت موهبة لافتة في القدرة على استباق تحركات الخصوم على لوح الشطرنج. بدأت بالفوز في منافسات ضد أطفال آخرين».

بذل كاتيندي جهودًا مضنية لإقناع هارييت، والدة فيونا، بأن الشطرنج وسيلة من شأنها إخراج العائلة من البؤس

وبذل كاتيندي جهودًا مضنية لإقناع هارييت، والدة فيونا، بأن الشطرنج وسيلة من شأنها إخراج العائلة من البؤس. يضيف هذا المدرب: «إرادة الحياة لدى فيونا أثارت اهتمامي وهي كانت ما زالت فتاة صغيرة. قلما تجد فتيات مثلها في الأحياء الفقيرة، فهن دائمًا خجولات، بسبب البيئة التي يعشن فيها والتهميش الذي يعانينه، ما يدفعهن إلى الاعتقاد أنهن لا يصلحن لشيء».

بعد عامين فقط من بدء اللعب بالشطرنج، أصبحت فيونا بطلة أوغندا في فئة الناشئين. وبعد ثلاث سنوات، حصلت على لقب البطولة لفئة الكبار.

وفي سنة 2012، في سن السادسة عشرة فقط، أصبحت فيونا مرشحة للقب أستاذة في الشطرنج، وهي المرحلة الأولى على طريق تحقيق حلمها بالحصول على لقب أستاذة دولية كبيرة في اللعبة.

وشاركت في منافسات دولية في السودان وسيبيريا، كما أن قصتها باتت تروى على الشاشات الكبيرة في فيلم من بطولة الممثلة الكينية الحائزة جائزة أوسكار لوبيتا نيونغو بدور الأم.

وقالت فيونا (20 عامًا) في العرض الأول للفيلم مطلع الشهر الجاري في كمبالا: «ثمة أمور كثيرة لم أشهد لها مثيلاً من قبل، كالسجادة الحمراء والجمهور العريض. كذلك كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها الفيلم. الأمر كان مؤثرًا للغاية ولم أكن أصدق ما يحصل».

وأضافت: «الناس يعتقدون أحيانًا أن هذه القصة ليست من العالم الفعلي، لكن ما نراه في فيلم (كوين أوف) كاتوي حقيقي. الطعام والناس والأطفال الذين يعملون ببيع الذرة في الشوارع، هذا كله حقيقي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار غزيرة
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار ...
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم