لا يزال العلماء غير قادرين على تفسير سبب الاختلاف الكبير في القيمة التي رصدها كل من تلسكوب «جيمس ويب» وتلسكوب «هابل» لقياس عمر الكون، والقيمة المتوقعة بناء على رسم خرائط الإشعاع الأحفوري الذي أجراه القمر الصناعي الأوروبي «بلانك».

وعلى الرغم من اتفاق الملاحظات من تلسكوبي «جيمس ويب» و«هابل» بصحة معدل توسع الكون المقاس على مدار الـ34 عاما الماضية، إلا أن دراسة نشرتها مجلة «Astrophysical Journal Letters»، لمجموعة بحث بقيادة الحائز جائزة نوبل للفيزياء آدم ريس، أكدت أن هناك أمورا تتعلق بتطور الكون لا نزال نجهلها، حسبما أوردت شبكة «إنسا» الإيطالية.

ويقول آدم ريس من جامعة «جونز هوبكنز» الحائز جائزة نوبل بالعام 2011: «بمجرد إزالة أخطاء القياس يتبقى هو الاحتمال الحقيقي والمثير بأننا قد أخطأنا فهم الكون. يتسارع الكون بسبب الطاقة المظلمة الغامضة».

- تلسكوب «جيمس ويب» يكشف مكان وجود ثاني أكسيد الكربون على المشترى
- التلسكوب الفضائي «هابل» يرصد أبعد نجم شوهد على الإطلاق

حساب عمر الكون
يعد معدل توسع الكون معلمة أساسية لأنه يسمح لنا بحساب عمر الكون، والمسافة بين المجرات وما إلى ذلك. وقبل إطلاق تلسكوب «هابل» في العام 1990، كشفت الملاحظات التي جرى إجراؤها بواسطة التلسكوبات الأرضية عن قدر كبير من عدم اليقين، مما يشير إلى أن عمر الكون يتراوح بين 10 و 20 مليار سنة.

غير أنه على مدار الـ 34 عامًا الماضية، قام تلسكوب «هابل» الفضائي بتضييق هذا النطاق، وحدد عمر الكون بـ13.8 مليار سنة، من خلال قياس المسافة إلى مؤشرات معينة، وهي النجوم القيفاوية المتغيرة.

والنجوم القيفاوية المتغيرة هي نجوم مضيئة جدا، أكبر بـ500 إلى 300 ألف مرة من الشمس، مع فترات قصيرة من التغير تتراوح ما بين 1 إلى 100 يوم. وهي نجوم نابضة متغيرة تتمدد وتنكمش بشكل كبير خلال فترة قصيرة من الزمن.

أخطاء بقياس «هابل»
ومع ذلك، فإن القيمة التي حددها تلسكوب «هابل» لا تتفق مع القياسات الأخرى التي تشير إلى أن الكون توسع بشكل أسرع بعد الانفجار الكبير. أجريت هذه الملاحظات بفضل رسم خرائط إشعاع الخلفية الكونية الميكروي الذي أجراه القمر الصناعي «بلانك» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

ويُعرف هذا التناقض باسم توتر هابل، ولا يزال قائمًا حتى اليوم، حتى بعد قياسات جديدة فائقة الدقة قدمها تلسكوب «ويب» الذي تديره وكالات الفضاء في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا.