Atwasat

الطب البديل يزدهر في فنزويلا

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 14 أكتوبر 2019, 01:00 مساء
alwasat radio

يلجأ عدد متزايد من الفنزويليين إلى الطب البديل؛ لمعالجة الأمراض الشائعة في هذا البلد الذي مزقته الأزمة الاقتصادية، التي وصلت إلى وجود نقص في الأدوية.

وتمتلئ غرفة الانتظار الصغيرة في منزل المعالج براذر غواياني»، الواقع في منطقة بيتاري في كاراكاس بسرعة بالمرضى، حسب «فرانس برس».

وتوضح روزا ساييس (77 عامًا) التي جاءت إلى هذه «العيادة» للحصول على علاج لذراعها، التي تؤلمها «نذهب إلى المستشفيات ولا نجد شيئًا هناك. ليس لديهم أي أدوية أو في حال كانت لديهم، تكون أسعارها باهظة. ماذا عسانا نفعل؟!».

ويقول صاحب هذا المكان، كارلوس روزاليس، إنه يعالج نحو 200 مريض في الأسبوع، في غرفة مضاءة بالشموع تضم سريرين ومجموعة من التماثيل الجصية، التي يؤكد المعالج أنها تمثل «كيانات روحية». وتشير ساييس وهي زبونة دائمة في هذا المركز الروحي، إلى أنها تؤمن بطرق روزاليس للمعالجة مضيفة «لقد شفى كليتَي».

في كل أنحاء فنزويلا خصوصًا في المناطق الفقيرة مثل بيتاري، لا يستطيع المرضى أن يدفعوا ثمن الأدوية التي أصبحت نادرة للغاية جراء الأزمة الاقتصادية الحادة. ويلفت اتحاد الصيادلة في فنزويلا إلى أن الصيدليات والمستشفيات تملك 20% فقط من الأدوية اللازمة.

يستمع روزاليس جيدًا إلى كل مريض ثم يفحصه بسماعة طبية ويشخِّص المرض، ويكتب وصفات طبية مصنوعة من الأعشاب والفواكه. ويقول: «نحن نعلم أن الأدوية مهمة أنا لست ضدها، لكنني ألجأ إلى علم النبات».

رائحة التبغ
تفوح رائحة التبغ من عيادة روزاليس، حيث تسجل «سكرتيرة» أسماء المرضى تتاليًا. وعلى عكس الاقتصاد الذي شهد انخفاضًا شديدًا على مدى خمس سنوات، شهدت ليليا رييس (72 عامًا)، ازدهار تجارتها في النباتات الطبية.

وتشرح هذه السبعينية من متجرها الواقع في كاراكاس، حيث تنتشر رائحة زهرة البابونغ، وهي واحد بين النباتات الـ150 التي تبيعها «لا يمكنني تلبية كل الطلبات».

لكن الطبيبة غريسميري مورييو، التي تعمل في مستشفى كراكاس العام، تحذّر من أن التهوّر في استهلاك بعض الأعشاب قد يكون مميتا، لافتة إلى أنها رأت العديد من حالات فشل الكبد الحاد لدى الأشخاص الذين تناولوا جذورا معينة.

وتفيد أحزاب المعارضة في فنزويلا، أن نحو 300 ألف شخص يعانون أمراضًا مزمنة معرضون لخطر الموت بسبب نقص الأدوية. لكن رغم الأخطار المترتبة على هذه الممارسات، يقول أشخاص مثل كارمن تيريزا (58 عامًا) إنهم لا يملكون بديلًا.

في مطبخ مطعمها الذي أُغلق قبل ثلاث سنوات تزامنًا مع بدء الأزمة الاقتصادية، تعد الكولومبية خليطًا من أوراق التين لمعالجة «اعتلال الأعصاب السكري»، وفق «فرانس برس».

فمسكنات الألم اللازمة لهذه الحالة «باهظة الثمن»، والأسعار ترتفع بسبب التضخم المفرط، لذلك فهي تحتاج إلى خفض استهلاكها العقاقير وتكملة علاجها بالأعشاب.

تحتاج كارمن تيريزا إلى أربعة أقراص على الأقل يوميًّا لضبط معدلات السكري. وتعاني والدتها، طريحة الفراش منذ سنة بعدما كسرت ساقها، مرض الزهايمر وتحتاج إلى خمس حبوب في اليوم لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. وتقول تيريزا التي تستبدل حبوب الكوليسترول بعصير الحامض: «ما زلت أتناول الأدوية، لكنني خفضت الجرعة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حملات تضليل عالمية لضرب سمعة النساء
حملات تضليل عالمية لضرب سمعة النساء
حفيدة غاندي تكافح للحفاظ على إرثه المهدد في جنوب أفريقيا
حفيدة غاندي تكافح للحفاظ على إرثه المهدد في جنوب أفريقيا
قائد الشرطة الكولومبية يكشف لجوءه لممارسات دينية في مكافحة الجريمة
قائد الشرطة الكولومبية يكشف لجوءه لممارسات دينية في مكافحة ...
لوكسمبورغ تواجه صعوبة في إقناع مواطنيها بالنقل العام
لوكسمبورغ تواجه صعوبة في إقناع مواطنيها بالنقل العام
منع «غاز الضحك» في بريطانيا.. قريبا
منع «غاز الضحك» في بريطانيا.. قريبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم