دعا مجلس أعيان ليبيا للمصالحة مديريات الأمن ورجال الشرطة من أصحاب الخبرة في مختلف مناطق ليبيا، إلى أخذ زمام المبادرة والعمل على تأمين مناطقهم وعدم الانتظار إلى حين مطالبة الجهات الرسمية في الدولة لهم بذلك.
وحذر رئيس المجلس محمد المبشر، في تصريح إلى «بوابة الوسط» اليوم الأحد، جميع المناطق من خطورة الوضع الأمني في البلاد، وقال إن «على الجميع إدراك أنه إن لم تبادروا لتأمين مناطقكم ستنتشر الجريمة والعصابات المنظمة بشكل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة هذه السنة».
وأوضح المبشر أن سبب الدعوة هو «انتشار الحرابة وقطع الطرق ووجود مسلحين في المدن لا ينتمون لأي جهة، ما أدى إلى انتشار القتل والفرار من العقاب»، مشيرًا إلى أن معدلات الجريمة «ازدادت بنسبة 10% أكثر من نهاية العام الماضي وفق دراسة أعدها الباحثين في مجلس أعيان ليبيا».
وذكر المبشر خمسة أسباب أدت إلى عدم تحقيق التهدئة وإفشال محاولات الإصلاح والاستقرار والعمل على إيجاد تفاهمات بين مختلف الأطراف في ليبيا، أولها «انتشار السلاح» و«استمرار الخلاف السياسي والخلافات الاجتماعية التي تغذيه» و«عدم وجود عقد اجتماعي رأسي أو أفقي ينظم علاقة الدولة بالمواطن ولا المواطنين فيما بينهم».
وأضاف رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة: إلى ذلك «انتشار عدد كبير من المجموعات المسلحة غير واضحة الانتماء (عصابات) تُمارس الحرابة وقطع الطرق وخاصة في المدن الكبيرة وضواحيها وخاصة التي يغلب عليها المدنية ويضعف فيها التأثير الاجتماعي». و«التدخلات الدولية الواضحة في القرار المحلي وعدم استقلالية القرار الوطني مما أنتج عدم ثقة المواطن بصناع القرار».
واعتبر المبشر أن هذه الأسباب أدت إلى «ضعف المنظومة الضبطية والقضائية التي تعمل على أمن المواطن والوطن»، وأفقدت المواطن الثقة في الدولة بنسبة كبيرة، ما جعله «يبحث عن مصادر أمن أخرى له مثل القبيلة أو أقرب مجموعة مسلحة له يحتمي بها».
وشدد المبشر على ضرورة دعم مديريات الأمن والشرطة والاحتكام للقضاء «في أسرع وقت قبل الوصول لخط لا رجعة بعده بسهولة»، داعيًا إلى «إيجاد قوة حفظ سلام وطنية محددة المهام وشروط الانضمام لها ولا تنتمي لأي جهة أو توجه سياسي» لحفظ الأمن في مختلف مناطق البلاد.
تعليقات