قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» ترفض تعيين مرشح إيطاليا رئيسا للبعثة الأوروبية في ليبيا، وتفضل المرشح الفرنسي عوضا عنه، وهو ما أثار خيبة أمل لدى حكومة روما، الساعية لمزيد من الانخراط داخل ليبيا.

ونقلت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، أمس الجمعة، عن المصادر نفسها قولها: «حكومة الدبيبة ترفض، في خطوة غير اعتيادية، المرشح الإيطالي لرئاسة بعثة الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو»، متوقعة «موافقتها على المرشح الفرنسي باتريك سيمونيه».

وأرجعت المجلة أسباب رفض حكومة الدبيبة المرشح الإيطالي إلى أن «أورلاندو تعامل خلال فترة عمله كممثل لإيطاليا في ليبيا بشكل كثيف مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر»، حسب ما نقلت عن دبلوماسي أوروبي.

مع ذلك، أضاف الدبلوماسي نفسه: «المرشح الفرنسي، على النقيض، لا يملك خبرة سابقة في ليبيا». وعمل باتريك سيمونيه مبعوثا للاتحاد الأوروبي في المملكة السعودية والبحرين وعمان.

وقال دبلوماسي آخر: «الحكومة الإيطالية تشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب موقف حكومة الدبيبة، لكنها لم تأخذ أي رد فعل رسمي إلى الآن». وشغل نيكولا أورلاندو بالفعل منصب نائب رئيس بعثة روما إلى طرابلس، وممثل خاص إلى ليبيا.

ساباديل في نهاية مهمته: الأمن تحسن كثيرا منذ 2020.. ويتبقى الإجماع السياسي
نورلاند يبحث مع «الكبير» نتائج توحيد المصرف المركزي

منافسة فرنسية - إيطالية طويلة الأمد في ليبيا
في يوليو الماضي، أعربت «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عن رفضها تعيين المرشح الإيطالي، بعد أن اقترحته دائرة العمل الخارجي الأوروبية، الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، لتولي المنصب.

تأتي تلك الأنباء، حسب «بوليتيكو»، في خضم منافسة طويلة الأمد على الموارد والنفوذ بين إيطاليا وفرنسا في ليبيا، التي تحمل أهمية إستراتيجية خاصة بالنسبة للاتحاد الأوروبي بالنظر إلى ثروتها النفطية، وكونها نقطة انطلاق آلاف المهاجرين غير الشرعيين الساعين للوصول إلى شواطئ أوروبا الجنوبية.

ويمثّل ذلك، حسب المصادر، خيبة أمل جديدة لحكومة جورجيا ميلوني اليمينية في روما، التي تعهدت بأن تنخرط بشكل أكبر في ليبيا، في إطار سياستها الخارجية الهادفة للقضاء على أزمة الهجرة غير الشرعية والتهريب من شمال أفريقيا.