نسبت جريدة إسرائيلية إلى دبلوماسيين عرب وإسرائيليين -لم تسمهم- القول إن الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى النقب «مهدد بالتأجيل» بعد تسريب الأنباء عن اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ووزيرة الخارجية الموقوفة في «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» نجلاء المنقوش.

ونقلت «تايمز أوف إسرائيل» عن تلك المصادر أن الأزمة التي فجرها كشف لقاء «كوهين - المنقوش» أضرت بشكل كبير ثقة الدول الإقليمية في حكومة بنيامين نتنياهو، وأشارت إلى أن جهود عقد الاجتماع، الذي كان مقررا في أكتوبر المقبل، «تلقت ضربة قوية».

التسريب أضر بمفاوضات التطبيع مع إسرائيل
وقال دبلوماسي عربي للجريدة، إن «هذا التسريب يخاطر بالتأجيل مرة أخرى، خصوصا فيما يتعلق بإقناع أعضاء جدد للانضمام، لأنه يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ووزراءها لا يدركون مدى حساسية الموقف».

وتحدث آخر عن «عجز الحكومة الإسرائيلية عن ضمان بيئة هادئة من أجل الاجتماع حتى لو لفترة قصيرة من الوقت»، مضيفا «لا أتخيل أن يساعد هذا المفاوضات بشأن التطبيع مع السعودية كذلك».

- «أكسيوس»: إدارة بايدن منزعجة من «إسرائيل» جراء تسريب لقاء المنقوش وكوهين
- صمت لافت للدبيبة وحكومته إزاء واقعة «المنقوش - كوهين».. واكتفاء بإصدار بيانات
- الدبيبة يعلن من سفارة فلسطين تجريم التطبيع وإدانته لأي اتصال مع دولة الاحتلال

ويجري منظمو منتدى النقب، حسب المصادر، مباحثات مكثفة لعقد الاجتماع الوزاري الثاني في منتصف شهر أكتوبر المقبل بعد تأجيله عدة مرات بسبب «الانزعاج من حكومة نتانياهو المتشددة وسياساتها بحق الفلسطينيين»، لكن كشف لقاء كوهين - المنقوش قد يؤدي إلى تأجيل الاجتماع الوزاري مرة أخرى.

غضب أميركي من تسريب تفاصيل لقاء كوهين - المنقوش
وترددت أصداء تسريب لقاء كوهين - المنقوش في الولايات المتحدة التي أعربت عن غضبها الشديد من الموقف، وقال مسؤول أميركي إن «تسريب الأنباء عن اللقاء قتل قناة المباحثات حديثة العهد بين إسرائيل وليبيا، التي كانت عضوا جديدا محتملا في منتدى النقب».

وكشف موقع «إكسيوس» الأميركي، في وقت سابق أمس الإثنين، أن الإدارة الأميركية وجهت رسائل قاسية إلى كبار المسؤولين في وزارة «الخارجية الإسرائيلية»، مفادها أن كشف اللقاء «من طرف إسرائيل أضر بالجهود الأميركية لتعزيز التطبيع بين إسرائيل وليبيا وتسبب في زعزعة الاستقرار في ليبيا، والإضرار بالمصالح الأمنية الأميركية».

اللقاء في مراكش
ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية «إسرائيل» والولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر في مدينة مراكش، إضافة إلى ممثلين عن دول أخرى لم تشارك في الاجتماعات السابقة.

وتأسس منتدى النقب في مارس 2022 بهدف تعزيز المشاريع المتعددة الأطراف في مجالات التعليم والطاقة والأمن الغذائي والمائي والرعاية الصحية والأمن الإقليمي والسياحة. وعقدت منذ ذلك الحين عدة اجتماعات على مستوى أدنى، ولكن لم يتم الإعلان عن أي مبادرات حتى الآن.

وتحدثت المصادر العربية والإسرائيلية عن ضغوط أميركية متزايدة على الأردن للانضمام إلى الاجتماع الوزاري، الذي امتنعت عن حضوره العام الماضي بعد أن دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الملك عبدالله لزيارة رام الله في اليوم نفسه. ومنذ ذلك الحين، أصرت عمان علنا على أنها لن تنضم إلى المنتدى دون مشاركة الفلسطينيين.

وتقرر عقد الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى النقب في يوليو الماضي، لكن المغرب أجله بعد إعلان تل أبيب بناء 4500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.