شاركت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا في مراسم تأبين عضو المجلس الانتقالي السابق المحامية سلوى بوقعيقيص التي اغتيلت في 25 يونيو 2014.
وبالمناسبة، ألقت ديبوا جونز كلمة أمام حشد لشخصيات سياسية وحقوقية ليبية وأجنبية، الأربعاء، في طرابلس.
وقالت جونز: "أتذكّر المرّة الأولى التي التقيت فيها بسلوى هنا في فندق كورنثيا... تعاملت بالفعل مع اثنتين من سيدات بنغازي الشهيرات من أسرة بوقعيقيص، لذلك لم أفاجئ بأناقة سلوى الطبيعية وأسلوبها الودود والمنفتح الذي يبعث على الاطمئنان. كما أنّني لم أندهش للحماس المتقد الذي تعبّر به عن آرائها وعن رؤيتها فيما يتعلّق بليبيا الجديدة: ليبيا التي يكون فيها جميع الليبيين قادرين على إسماع صوتهم، في ظلّ دستور يحميهم ويعكس القيم الليبية في كنف سيادة القانون".
وتابعت: "كانت سلوى محامية، وهي تُدرك قوّة الكلمة - وفي حالتها، فإنّ للكلمات قوّةً كبيرةً تُرهب الرجال الجبناء الذين يتربصون بالليبيين ليسلبوهم حقهم في التعبير، وحقّهم في الاختيار؛ وحقوقهم في الحياة والعمل والحب بكرامة كما وهبها لهم الله".
الطريق طويل
وأضافت: "إنّ قتل سلوى بذلك الشكل الوحشي، واستمرار اختطاف زوجها العزيز والد أطفالها، عصام الغرياني، هو تذكير صارخ بأنّه ما زال أمامنا طريق طويل وصعب، لأنّ الديمقراطية، على أيّة حال، هي مسار وطريق شاق يتطلّب النضال المستمر، وليس وجهة مريحة وسهلة المنال. لقد ذكّرتنا سلوى بذلك: فقد كان صوتها صوت الضمير اليقظ الذي يذكرنا بطول الطريق التي ينبغي علينا أن نقطعها".
وأردفت: "كانت سلوى شفافة بقدر شفافيّة صوتها وكان صوتها واضحًا وضوح الشمس. فقد عارضت التحرّكات المناهضة للديمقراطية والأعمال الخارجة عن القانون التي تهدّد سلامة مواطني بنغازي، حتى عندما كانت تصدح بصوتها ضد العنف الناجم عن التطرف. فقد رفضت الجهود الرامية إلى فرض قيود على المواطنين الأحرار، وحتى لمّا كانت تدافع عن أولئك الذين سُجنوا سابقًا من قبل القذافي، والذين تتعارض أفكارهم مع أفكارها".
البوصلة الأخلاقية
واختتمت السفيرة الأميركية بقولها: "رحلت سلوى وتركتنا في وقت مبكّر جدًا. لقد فُجعنا فيك، يا سلوى!. دعواتنا لعائلتها وأهلها بجميل الصبر والسلوان. ولكن حتى وهي الآن في دار الحقّ بين يدي ربّ كريم، فإنّ عملنا لم يكتمل بعدُ وما زال أمامنا الكثير. وما زال صوتها يصدح في آذاننا؛ وما زال نورها يتلألأ فوقنا".
وستبقى (سلوى) نجمنا القطبي، والبوصلة الأخلاقية التي ترشدنا في خضم هذه الغابة المظلمة والغامضة في كثير من الأحيان للاتجاه الذي ينبغي علينا أن نسير فيه. نحو وجهة الشمال الحقيقيّة التي ستؤدّي إلى ليبيا الجديدة: ليبيا التي تجسّد الرؤية المشتركة لسلوى والتي يجب أن تبقى دائمًا نُصب أعيننا مكنونة في عقولنا وقلوبنا".
تعليقات