خرج المنتخب الوطني الليبي الأول لكرة القدم بعدة مكاسب فنية من معسكره الخارجي في المغرب، بعدما حقق التعادل الإيجابي بهدف أمام النيجر، والتعادل السلبي أمام الصومال، وفوزاً مهماً على ليبيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، خلال التجارب الودية الثلاث التي خاضهما «فرسان المتوسط»، وكانت المبادرة التهديفية للفريق الوطني أمام النيجر، حيث تقدم عبر لاعبه محمد القاضي في الدقيقة 58 من زمن المباراة، قبل أن تنجح النيجر في التعادل، خلال المواجهة الودية الثانية، تحت قيادة المدير الفني الجديد الصربي ميلوتان سريديوفيتش «ميتشو».

«فرسان المتوسط» يبدأ التصفيات بمواجهة إيسواتيني
يأتي المعسكر الخارجي ضمن استعدادات المنتخب الليبي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقبل 2026 في كندا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، وينافس المنتخب في تلك التصفيات ضمن المجموعة الرابعة مع الكاميرون وأنغولا وكيب فيردي وإسواتيني وموريشيوس، على أن يبدأ الفريق الوطني رحلته في التصفيات بمواجهة منتخب إيسواتيني 13 نوفمبر المقبل ضمن الجولة الأولى، وحاول «ميتشو» تحقيق أكبر استفادة فنية ممكنة من المعسكر والمباريات الودية الثلاث، وذلك بالدفع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين خلالها للوقوف على مستوياتهم، تمهيداً للاستقرار على التشكيلة التي سيجري الاعتماد عليها خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال.

مقعد مونديالي يلوح في أفق «الفرسان»
ويمني المنتخب الليبي النفس بتنافس على مقعد مونديالي، بعدما زادت مقاعد منتخبات أفريقيا في كأس العالم لأكثر من تسعة فرق، وذلك بعد تغيير النظام، حيث سيقام المونديال بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى بدلاً من 32 منتخباً، وأوقعت قرعة تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، التي جرت في أبيدجان في كوت ديفوار، منتخبات مصر وتونس والمغرب والجزائر في مجموعات سهلة، وفي التصفيات المؤهلة للمونديال، وزعت منتخبات القارة على 9 مجموعات تضم كل واحدة 6 منتخبات، بناء على التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وأوقعت القرعة منتخب مصر في المجموعة الأولى مع خمس منتخبات منافسة هي بوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي، بينما وقع منتخب السودان في المجموعة الثانية مع السنغال، بطل أفريقيا، والكونغو الديمقراطية وموريتانيا وتوغو وجنوب السودان، وينافس منتخب ليبيا ضمن المجموعة الرابعة مع الكاميرون وأنغولا وكيب فيردي وإسواتيني وموريشيوس.

المنتخب المغربي يفتح باب زيادة المقاعد الأفريقية
وجاء المنتخب المغربي، الذي يعد أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، على رأس المجموعة الخامسة التي تضم زامبيا والكونغو وتنزانيا والنيجر وإريتريا، وينافس منتخبا الجزائر والصومال ضمن فرق المجموعة السابعة مع غينيا وأوغندا وموزمبيق وبوتسوانا، أما المنتخب التونسي، الذي خرج من الدور الأول في مونديال قطر، فوقع في المجموعة الثامنة مع غينيا الاستوائية وناميبيا ومالاوي وليبيريا وساوتومي.

تمتلك منتخبات عربية، مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس، حظوظاً أكبر من حيث تصدر مجموعاتها والتأهل مباشرة لبطولة كأس العالم، لذا قال رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي في كلمته خلال مراسم القرعة: «تأهل المنتخب المغربي لنصف نهائي كأس العالم 2022 منحنا تفاؤلاً كبيراً في النسخة القادمة 2026»، ويتأهل متصدرو المجموعات مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، فيما تشارك أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني في ملحق فاصل يتأهل الفائز به إلى الملحق العالمي بين القارات، وتستمر المرحلة الأولى من التصفيات خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى سبتمبر 2025، فيما يقام الملحق في شهر نوفمبر من العام نفسه.

مجموعات التصفيات المؤهلة للمونديال
المجموعة الأولى: مصر - بوركينا فاسو - غينيا بيساو - سيراليون - إثيوبيا - جيبوتي.

المجموعة الثانية: السنغال - الكونغو الديمقراطية - موريتانيا - توغو - السودان - جنوب السودان.

المجموعة الثالثة: نيجيريا - جنوب أفريقيا - بنين - زيمبابوي - رواندا - ليسوتو.

المجموعة الرابعة: الكاميرون - كاب فيردي - أنغولا - ليبيا - إسواتيني - موريشيوس.

المجموعة الخامسة: المغرب - زامبيا - الكونغو - تنزانيا - النيجر - إريتريا.

المجموعة السادسة: كوت ديفوار- الغابون - كينيا - جامبيا - بوروندي - سيشيل.

المجموعة السابعة: الجزائر - غينيا - أوغندا - موزمبيق - بوتسوانا - الصومال.

المجموعة الثامنة: تونس - غينيا الاستوائية - ناميبيا - مالاوي - ليبيريا - ساو تومي وبرينسيبي.

المجموعة التاسعة: مالي - غانا - مدغشقر - أفريقيا الوسطى - جزر القمر - تشاد.

موعد جولات التصفيات الأفريقية
الجولتان الأولى والثانية في الفترة من 13 إلى 21 نوفمبر 2023.

الجولتان الثالثة والرابعة في الفترة من 3 إلى 11 يونيو 2024.

الجولتان الخامسة والسادسة في الفترة من 17 إلى 25 مارس 2025.

الجولتان السابعة والثامنة في الفترة من 1 إلى 9 سبتمبر 2025.

الجولتان التاسعة والعاشرة في الفترة من 6 إلى 14 أكتوبر 2025.

إخفاق المدرب الوطني والعودة لنقطة الصفر
وينتظر «ميتشو» تحدٍّ كبير مع المنتخب الليبي، أبرز تلك التحديات عمل خطة تأسيس وبناء الفريق الوطني من جديد، بعد مشهد الوداع القاري بسبب الفشل في التأهل لأمم أفريقيا «كوت ديفوار 2023»، فإخفاق المدير الفني الوطني حمدي بطاو عجل برحيله قبل انتهاء فترة عقده المقدرة بستة أشهر، بعد فشله في تحقيق نتائج مرضية مع المنتخب خلال مباريات الفريق في التصفيات، وبالفعل أعلن بطاو استقالته من منصبه، وقال في منشور له عبر «فيسبوك»: «ها نحن نصل إلى نهاية المشوار في تدريب المنتخب الوطني، بعد الإخفاق في الترشح إلى نهائيات أمم أفريقيا». وقدم بطاو اعتذاره إلى الجماهير عن الإخفاق، كما قدم شكره لكل من وضع ثقته فيه، سواء من اتحاد الكرة أو من زملائه من المدربين الوطنيين.

اعتزال كبار النجوم على الصعيد الدولي
شهدت ساحة كرة القدم الليبية أخيراً اعتزال عدد غير قليل من اللاعبين دولياً، والاكتفاء بما قدموه مع الفريق الوطني، مفضلين التركيز مع أنديتهم، أبرز المعتزلين دولياً الحارس محمد نشنوش وأحمد بن علي والمعتصم المصراتي، وأخيراً قرار مدافع الأهلي طرابلس محمد المنير اللحاق بقطار المعتزلين، ليخسر الفريق الوطني قواماً كبيراً ومهماً من اللاعبين الدوليين، وجاء قرار المنير ليسدل الستار على مسيرة طويلة من التمثيل الدولي، لكن اعتزالاً غلّفه برسالة انتقاد حادة لحال كرة القدم الليبية عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، بعكس زملائه الذين اعتزلوا في هدوء.

- من بوابة ليبيريا.. ميتشو ينجح في أول اختبار مع «فرسان المتوسط»
- «فرسان المتوسط» يستعد لتصفيات مونديال 2026 بوديتي ليبيريا والنيجر في المغرب (صور)

وقال المنير في رسالته: «تمنيت أن اللحظة هذه تجيء في ظروف أفضل من التي تمر بها كرتنا في ليبيا ومنتخبنا الوطني خاصة، ولكن الظروف وعدم الإحساس بالمسؤولية والتعامل مع تمثيل الوطن وكأنه صفقة لفترة معينة، فجعلوا استفادتهم الشخصية فوق كل شيء وفوق الوطن، وهذا من الأسباب التي جعلت منتخبنا والكرة طوال السنين الماضية بشكل عام بهذا السوء».