أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران، كمال خرازي، أن بلاده ستسخدم كل الوسائل الممكنة لدعم «حزب الله» عسكريا في حل نشوب صراع شامل مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يؤكد أن طهران لا ترغب في حرب إقليمية شاملة.

وقال، في حوار مع جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس الإثنين: «إذا شنت إسرائيل حربا شاملة ضد حزب الله فهي تخاطر بإشعال حرب إقليمية ستدعم فيها طهران، ومحور المقاومة، حزب الله في لبنان بكل الوسائل الممكنة».

لكنه أكد أن إيران ليست راغبة في حرب إقليمية واسعة، داعيا الولايات المتحدة إلى الضغط على حليفها «إسرائيل»، لمنع مزيد من التصعيد في الموقف.

وأضاف: «الشعب اللبناني والدول العربية وأعضاء محور المقومة سيدعمون لبنان ضد إسرائيل. هناك فرصة لتوسيع دائرة الحرب إلى المنطقة بأسرها، حيث ستشارك فيها جميع الدول، بما فيها إيران. في هذه الحالة، لن يكون هناك خيار آخر سوى دعم حزب الله بكل الوسائل».

مخاوف غربية من اتساع دائرة الحرب
غير أن المسؤول الإيراني عاود تأكيد أن «اتساع دائرة الحرب في المنطقة ليس من مصلحة أحد، ليس إيران وليس الولايات المتحدة».

ولفتت «فاينانشيال تايمز» إلى تنامي التوترات بين إيران والولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، وما تلاه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، وتبادل «حزب الله» والجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة.

وقد تنامت المخاوف خلال الأسابيع الماضية بشأن حرب شاملة بين «إسرائيل» و«حزب الله»، وسط خطاب عدواني متزايد من كلا المعسكرين، مما أثار مخاوف في الغرب بشأن رد فعل إيران، حسب الجريدة البريطانية.

- إيران تحذر الاحتلال الإسرائيلي من مغبة شن هجوم على لبنان
- الهجوم المتبادل بين «إسرائيل» وإيران.. هل يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

وبينما حذرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، الجمعة، من «حرب إبادة إذا شنت إسرائيل هجوما على حزب الله»، قال مسؤول إيران لـ«فاينانشيال تايمز»: «إيران لن تكون هي من يهاجم إسرائيل مباشرة، لكن ستقوم بتعبئة شبكة المجموعات المسلحة التابعة لها في الشرق الأوسط».

انتخابات إيرانية حاسمة
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه إيران انتخابات رئاسية حاسمة، حيث انتقل إلى الجولة الثانية من التصويت المحافظ سعيد جليلي، والإصلاحي مسعود بيزشكيان الداعي إلى إعادة بناء العلاقات مع الغرب، لإنهاء العقوبات المفروضة ضد إيران.

في هذا الشأن، قال خرازي: «ستكون هناك بعض الاختلافات في النهح بناء على من يفوز بالانتخابات الرئاسية، لكن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية يحددها خامنئي، وستظل كما هي».

وأضاف: «تخلق الانتخابات فرصا لبدايات جديدة بين إيران والغرب. لكن لتحقيق ذلك سيكون على الدول الغربية التراجع عن السياسات الحالية، والانخراط في مفاوضات مع إيران تقوم على الاحترام المتبادل».

إيران مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها النووي
وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، أكد خرازي أن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بشأن برنامج طهران النووي في ظل الحكومة الجديدة إذا كان ذلك سيفضي إلى عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق العام 2015 الموقع مع القوى العالمية، المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة».

وشدد على أن إيران لن تقوم بصناعة أسلحة نووية، مشيرا إلى فتوى لخامنئي بالعام 2003 تحظر تطوير الأسلحة النووية، لكنه قال: «إذا قام الغرب بتفعيل أحكام العودة السريعة لإعادة فرض العقوبات التي جرى رفعها عند التوقيع على اتفاق 2015، فسيكون هناك رد فعل شديد من إيران فيما يتعلق بتغيير استراتيجيتها النووية».

وأضاف: «حتى الآن لم نقرر المضي أبعد من التخصيب بـ60%. لكننا نحاول توسيع خبرتنا باستخدام آلات مختلفة وإعدادات مختلفة».

وبينما يتنامى القلق لدى القوى الموقعة على اتفاق العام 2015 بشأن توسع طهران في برنامجها النووي، تشير تقارير إلى اقتراب إيران من تخصيب اليورانيوم 60% تقريبا، وهي قريبة من النسب التي تسمح باستخدامه في صنع الأسلحة النووية.