Atwasat

اختفاء فتيات «شيبوك».. جرح لم يندمل في نيجيريا رغم مرور 10 سنوات

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 10 أبريل 2024, 04:24 مساء
WTV_Frequency

بعد مرور 10 سنوات على خطف أكثر من 250 تلميذة من مدرستهن في شيبوك بنيجيريا على أيدي عناصر من مجموعة بوكو حرام المتطرفة، لا تزال ماري شيتيما تعتقد كلما سمعت وقع أقدام أمام الباب أن ابنتها المخطوفة عادت إلى المنزل.

وتنتظر يانا غالنغ أيضا رجوع ابنتها وجهّزت ملابسها لعودتها. ويُعتقد أن نحو مئة من بين 276 تلميذة لا زلن في قبضة خاطفيهن، وفق وكالة فرانس برس.

عمليات خطف على نطاق واسع في نيجيريا
وأثارت عملية خطفهن غضبا دوليا عارما وسلطت الضوء على ضحايا أعنف تمرد مسلح أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص. غير أن ذكرى اختطافهن في 14 أبريل 2014 تأتي على وقع عودة عمليات الخطف على نطاق واسع في نيجيريا من دون أن تلوح في الأفق نهاية لنزاع أودى بأكثر من أربعين ألف شخص في شمال شرق البلاد.

في بلدة شيبوك الهادئة تخبر أمهات الفتيات المفقودات وكالة فرانس برس عن الألم الذي يشعرن به لدى سماع أنباء عن اختطاف أطفال آخرين. وقالت شيتيما التي ستبلغ ابنتها مارغريت 29 عاما هذه السنة «أفكر بذويهم وأنفجر بالبكاء». ويخشى الضحايا أن يكون العالم قد نسي الأزمة.

وقالت أسابي التي اختطفت من مدرستها بعمر 14 عاما وأفرج عنها بعد ثلاث سنوات «أشعر بعجز تام لأن آخريات ما زلن يعانين من الأمر». وأضافت وهي تحبس دموعها «متى يصبح الوضع آمنا من جديد؟»، حسب فرانس برس.

المهم مواصلة التعليم في نيجيريا
لا يزال من الصعب الذهاب إلى شيبوك لأسباب أمنية. وتوجهت «فرانس برس» إلى المنطقة بمواكبة عسكرية في الرحلة التي استمرت ست ساعات على طرق رملية. وقد شدد الجيش التعزيزات الأمنية في البلدة وأقيم جدار أسمنتي وسياج شائك في محيط ثانوية البنات الرسمية التي أعيد فتحها في 2021.

- الجيش النيجيري يعثر على طالبتين من «فتيات شيبوك» اختطفتهما «بوكو حرام» منذ 8 سنوات 
- «بوكو حرام» تطلق 80 من تلميذات مدرسة شيبوك في نيجيريا
- جيش نيجيريا يحرر إحدى فتيات شيبوك المحتجزات لدى بوكو حرام

ومن قاعات الدراسة الجديدة يمكن للتلميذات رؤية هياكل المهاجع السابقة المتفحمة والتي أضرمت فيها النيران لدى خطفهن ليلا.
وتهب رياح مغبرة وتجتاح المباني المتهالكة. وتتذكر هاوا التي خطفت وهي بعمر 16 عاما وصول المسلحين على دراجات نارية. وتقول «كانوا يصرخون ويطلقون النار في الهواء. شعرت بخوف شديد، بقيت أعتقد أنهم سيقتلوننا. تلوت ما اعتقدت أنها ستكون صلاتي الأخيرة».

وامتنعت «فرانس برس» عن نشر الأسماء الكاملة للمخطوفات السابقات خوفا على سلامتهن. واستعاد الجيش حاليا مساحات واسعة كان تسيطر عليها بوكو حرام التي تراجعت قوتها جراء اقتتال داخلي مع خصمها «تنظيم داعش ولاية غرب أفريقيا».

وقال نائب مدير المدرسة باتور سولي (54 عاما) الذي كان يقف بين الأنقاض إن العديد من أهالي البلدة ذات الأغلبية المسيحية، عبروا عن سعادتهم لتمكن أولادهن من الالتحاق مجددا بالمدرسة. وأضاف «من المهم أن نواصل التعليم هنا».

وتعارض بوكو حرام التعليم على النمط الغربي ونفذت أول موجة خطف لتلاميذ مدارس قبل نحو عقد. وتصاعدت عمليات الخطف من جانب المجموعة وسواها في أنحاء البلاد. وخُطف أكثر من 1680 تلميذا في مدارس نيجيرية بين مطلع 2014 ونهاية 2022 بحسب منظمة «سايف ذات تشيلدرن» الخيرية. وغير بعيد عن شيبوك يتواصل تمرد اندلع قبل حوالي 15 عاما، وفق فرانس برس.

وينشط مسلحون في البلدات المجاورة وكثيرا ما يسمع الأهالي دوي إطلاق نار. في أحدث تقرير أسبوعي له قال الجيش إنه قتل أكثر من 50 مسلحا. ولا يزال الخطف مقابل مبالغ فدية أسلوبا مفضلا لجمع الأموال، ووقعت عمليتا خطف كبيرتان في نيجيريا في الأسابيع القليلة الماضية. وخُطف أكثر من 130 طفلا من مدرستهم في ولاية كادونا (شمال غرب) فيما خُطف أكثر من 100 شخص في نغالا، نفس الولاية حيث تقع شيبوك، غالبيتهم من النساء والأطفال.

صفقات إنقاذ الضحايا من قبضة المسلحين
لم تف السلطات بوعودها ضمان أمن عودة كل فتاة أو وضع حد لعمليات الخطف الجماعي. بعد وقت قصير على الهجوم في شيبوك العام 2014 تمكنت 57 فتاة من الهرب. مذّاك جرى إنقاذ أكثر من 100 أو أفرج عنهن في صفقات مع المسلحين.

وعدد كبير منهن يحاولن إعادة بناء حياتهن وتعويض ما خسرنه من تعليم. في يولا التي تبعد مسافة نصف يوم بالسيارة عن شيبوك، تحدثت «فرانس برس» إلى العديد من المخطوفات السابقات اللواتي تدرسن حاليا في الجامعة الأميركية في نيجيريا. وتأمل غريس التي كانت بعمر 17 عاما عندما خُطفت أن تصبح ممرضة. وقالت «دمروا حياتي» مضيفة «اعتقدت أن الأمر سيكون أفضل مما هو عليه الآن ... المفترض أن أكون انهيت دراستي الآن».

وكالعديد من المخطوفات نُقلت إلى غابة سامبيسا، أحد معاقل المسلحين، حيث لا يتوفر طعام كاف وكانت الفتيات يسارعن للاختباء لدى تحليق الطائرات العسكرية. وكثيرات من رفيقاتها اضطررن للزواج بخاطفيهن. وأخريات مثل غريس، أرغمن على العمل كجوار.

بعد ثلاث سنوات أطلقت في صفقة برعاية الصليب الأحمر. وقالت مستذكرة ارتياحها وفرحتها «لم أستطع التوقف عن البكاء». لكن صديقتها هاوا لا تستطيع إخفاء غضبها. تبلغ الشابة الآن 26 عاما وتدرس الإعلام. وتفكر باللواتي لم تتح لهم فرصة ثانية. وتقول «بعض زميلاتنا في المدرسة لم يفرج عنهن وما زال الطلاب يتعرضون للاختطاف». وتضيف «أفكر بهم كل يوم. وكأن الحكومة لا تهتم بأمر هؤلاء الأشخاص».

في 2015، أيدت نيجيريا المبادئ التوجيهية الدولية بشأن الحفاظ على أمن المدارس في مناطق نزاع، لكن منظمة «سايف ذا تشيلدرن» تقول إن تلك المبادئ لم تطبق إلى حد كبير، ولا تزال المدارس الريفية معرضة للخطر.

ولم يردّ الناطق باسم الرئيس بولا أحمد تينوبو على طلبات «فرانس برس» المتكررة للتعليق. وقال جيف أوكوروافور من حملة «أعيدوا فتياتنا» إن «الحكومة النيجيرية لم تتعلم أي شيء، لقد تخطت الأمر بالكامل». وأضاف «ولهذا السبب تجرأ الخاطفون على اختطاف تلاميذ من كادونا».

لكن أمهات تلميذات شيبوك يقلن إنهن لا يستطعن المضي قدما ولم يتلقين سوى القليل من الدعم. وتوفي عشرات الآباء منذ اختطاف بناتهم، كما أن ضغوط سنوات الانتظار تزيد من صعوبة الحياة في إحدى أفقر الأماكن في العالم. وقالت شيتيما «ستعود ابنتي قريبا.. أنا أعيش على الأمل».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الرئيس الصيني يدعو إلى «مقاومة التدخلات الخارجية»
الرئيس الصيني يدعو إلى «مقاومة التدخلات الخارجية»
بوتين: قمة أستانا ستروج لـ«نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب»
بوتين: قمة أستانا ستروج لـ«نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب»
بيلاروس تنضم إلى منظمة شنغهاي
بيلاروس تنضم إلى منظمة شنغهاي
أوكرانيا تؤكد سحب قواتها من حي في مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية
أوكرانيا تؤكد سحب قواتها من حي في مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية
بمشاركة شي وبوتين.. قمة أستانا ترحب بـ«تغييرات مزلزلة في السياسة الدولية»
بمشاركة شي وبوتين.. قمة أستانا ترحب بـ«تغييرات مزلزلة في السياسة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم