استؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والمسلحون الطوارق في منطقة كيدال (شمال)، والتي تشكل رهانا أساسيا للسيادة بالنسبة للدولة المركزية، فيما يتحرّك الجيش باتّجاهها، وفق ما أفاد مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون.

وقال أحد المسؤولين العسكريين لـ«فرانس برس»، «استأنفت قواتنا العمليات البريّة لتأمين كامل التراب الوطني»، بحسب وكالة «فرانس برس».

وأفاد مسؤول منتخب طلب أيضا عدم الكشف عن هويته لشدّة حساسية الوضع، «استؤنف القتال قرب كيدال. نسمع أصوات الصواريخ».

وأشار مسؤول آخر إلى أنه رأى طائرات الجيش تحلّق باتّجاه كيدال، بينما غادر الجنود النفيس على بعد نحو 110 كيلومترات جنوبا، مزوّدين بأسلحة ثقيلة.

- «الأمم المتحدة»: الجيش المالي ومقاتلون أجانب أعدموا 500 شخص في مارس 2022

وبدأت المعارك السبت مع تقدّم الجيش باتّجاه كيدال، مؤذنا ببدء المعركة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية. وأعلن كل من الجيش والمسلحون على حد سواء التفوّق على الطرف الآخر.

وتعقّد استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، الحصول على معلومات بشأن الأحداث.

وقطع المسلحون الطوارق، خطوط الهاتف في كيدال الجمعة، استعدادا على ما يبدو لعملية الجيش.

مسرح للتصعيد بين مختلف الأطراف
وتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة، المعقل التاريخي لحركات الاستقلال والتي تشكل تقاطعا على الطريق المؤدية إلى الجزائر، مواجهة منذ أن عاود الطوارق الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف إطلاق النار في 2014، حمل السلاح في أغسطس.

وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحا لتصعيد بين الأطراف المتواجدة هناك (جيش نظامي وحركات مسلحة)، وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى الخروج، إلى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المسلحين ذلك.

ويشكل تمرد كيدال ومنطقتها حيث مني الجيش بهزائم مذلة بين 2012 و2014، مصدر إزعاج طويل الأمد في باماكو، حتى بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة بالقوة في 2020، وجعلوا من استعادة السيادة على الأراضي شعارهم.