تظاهر مئات الأشخاص الأحد في مدينة الحسكة في شمال شرق سورية تنديدًا بإطلاق نار استهدف الجالية الكردية في باريس الجمعة موقعًا ثلاثة قتلى.
ومنذ الهجوم، يجري ترجيح فرضية الدافع العنصري، إذ أن المشتبه به، وهو رجل متقاعد في الـ69 من العمر، اعترف إثر إلقاء القبض عليه بأنه يكن «كراهية للأجانب أصبحت حالة مرضية تمامًا»، وفق ما أعلنت المدعية العامة لباريس. كما قال إنه «عنصري»، بحسب ما ذكر مصدر قريب من التحقيقات، وفق «فرانس برس».
«لا لإبادة الشعب الكردي»
وفي مدينة الحسكة، إحدى أبرز مدن الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، تظاهر المئات تنديدًا بالاعتداء، وهتفوا بشعارات باللغة الكردية «الشهداء لا يموتون» و«لن ننسى شهداء باريس» و«لا لإبادة الشعب الكردي».
ورفع المشاركون في التظاهرة التي دعت إليها الإدارة الذاتية صور القتلى الثلاثة، وهم رجلان وامرأة. وحمل موسيقيون آلاتهم خلف صورة لعازف بين قتلى الاعتداء.
- «يسقط أردوغان».. آلاف الأكراد يتظاهرون تنديدا بالهجمات التركية في شمال سورية
- ماكرون يستنكر «الهجوم المشين» على الأكراد في فرنسا
وقال ازاد سليمان (55 عامًا) «نحن هنا لنستنكر الهجوم الأخير في باريس»، مضيفًا «إنها حرب ضد شعبنا، يستهدفوننا في أجزاء كردستان الأربعة وحتى في أوروبا».
والأكراد، الذين يتوزعون أساسًا بين أربع دول هي تركيا وإيران وسورية والعراق، أقلية يبلغ عدد أفرادها بين 25 و35 مليونًا لطالما تعرضت للاضطهاد.
عودة الذاكرة لمقتل ثلاث ناشطات كرديات
ووقع الهجوم الجمعة في شارع قرب مركز ثقافي كردي في حي تجاري ترتاده الجالية الكردية. وسبق لمطلق النار ارتكاب أعمال عنف في الماضي مستخدمًا سلاحًا.
وأعاد إطلاق النار إلى الذاكرة مقتل ثلاث ناشطات كرديات من حزب العمال الكردستاني في العام 2013 في المنطقة نفسها في باريس، ما أحدث هزة في أوساط الجالية الكردية في فرنسا. وجرى لاحقا توجيه اتهامات لرجل تركي بالوقوف وراء عمليات الاغتيال المفترضة، لكنه توفي في السجن قبل محاكمته.
وقالت افين باشو، على هامش مشاركتها في تظاهرة الحسكة «نتظاهر لإيصال رسالتنا للعالم وللحكومة الفرنسية بأن الشعب الكردي يكافح ضد إنكاره، ويتعرض للمجازر في كل أصقاع الأرض، حتى في باريس، التي تعرف بالعلم والحب والحرية». وأضافت نطالب الحكومة الفرنسية «تقديم مرتكب الجريمة الى العدالة».
تعليقات