البرغوثي وبولارد؛ رجلان تُركا ليتعفنا في السجون سنوات طويلة، الأول مدان بالإرهاب والثاني بالجاسوسية، كلاهما ضحية وشهيد ورمز، يساعد إطلاق سراحهما في منع محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين من الانهيار حسبما يرى المفاوضون.

مروان البرغوثي أو نيلسون مانديلا فلسطين، كما يطلق عليه مؤيدوه (54 عامًا) موجود في سجن هداريم الإسرائيلي منذ 12 عامًا، حيث يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لكونه المساعد والعقل المدبر لقتل الإسرائيليين أثناء الانتفاضة الثانية في بدايات العام 2000.

يعد البرغوثي أشهر الشخصيات السياسية في فلسطين الآن فقد كان منافسًا قويًا لعباس

جوناثان بولارد (59 عامًا) محلل سابق في الاستخبارات البحرية الأميركية ضبط بالتجسس لصالح إسرائيل العام 1958، يبدأ عامه 29 في سجن فيدرالي بولاية كارولينا الشمالية، يقول مؤيدوه إن عقوبته مبالغ فيها، ولا يمكن لأحد من المدنيين أن يحصل على حكم بأكثر من عشر سنوات في تهم مماثلة.

يقول زياد أبو عين وكيل وزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية: "نطالب بالإفراج عن البرغوثي وسجناء فلسطينيين آخرين، ولتفعل أميركا وإسرائيل في بولارد ما يحلو لهم هذا ليس من شأننا".

ذكر الكاتب أنه وفقًا لاستطلاعات للرأي يعد البرغوثي أشهر الشخصيات السياسية في فلسطين الآن، فقد كان منافسًا قويًا لعباس.

وعلق المفاوض الفلسطيني السابق محمد اشتية (قدّم استقالته اعتراضًا على استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات): "دائمًا ما يكون اسم البرغوثي على رأس القائمة في أيّة مباحثات، البرغوثي قائد، لهذا نريده بيننا مرة أخرى".

ومن ناحية أخرى يمثل اعتقال بولارد، الذي رفض الاعتراف بعمله كجاسوس لصالح إسرائيل إحراجًا كبيرًا لها، فمهمته كانت سرقة وثائق سرية تعود لذروة الحرب الباردة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زار بولارد في محبسه، قد يحصل على تأييد سياسي كبير عند إطلاق سراح بولارد يمكنه من الحفاظ على حكومته الهشة وضمان استمرار محادثات السلام.

يبدأ بولارد عامه التاسع والعشرين بالسجن لاتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل بعقوبة يقول مؤيديوه إنها مبالغ فيها

وقال أوري درومي، كاتب عمود وكبير الناطقين باسم رئيس الوزراء السابق اسحق رابين وشمعون بيريز: "تحدث السياسيون كثيرًا عن بولارد لكن حتى اليوم لا يعتبره الإسرائيليون بطلاً، نحن نعلم أنه كان مدفوعًا لكننا نرى أنه ظلم، فمن الغريب إبقاؤه في السجن طوال كل هذه المدة".

وذكر الكاتب أن دبلوماسيين أميركيين قاموا بمناقشة إمكانية إطلاق سراح مبكر لبولارد مع نظرائهم الإسرائيليين، من أجل استمرار محادثات السلام.

وطالب الفلسطينيون أيضًا بإطلاق سراح مبكر للبرغوثي؛ حيث ذكرت قضية البرغوثي في الاجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما كوسيلة للخروج من الأزمة.
*خدمة "واشنطن بوست"