حذّر تقرير بريطاني من اتساع الفجوة بين الأثرياء والفقراء في بريطانيا بشكل كبير في العقد الماضي مع سداد الأسر الثرية لديونها، وجمعها لمدخرات في أعقاب الأزمة المالية.
وأوضح التقرير الصادر عن مركز أبحاث «سوشيال ماركت فاونديشن»، وأوردته جريدة «ذي إندبندنت» البريطانية في نسختها الإلكترونية اليوم الثلاثاء، أصبحت حالة الأسر «الأسوأ حالاً» أقل أمانًا بكثير من الناحية المالية عما كانت عليه قبل الركود الناجم عن حالة الانهيار التي اقتربت منها العديد من البنوك الكبرى، حيث اضطرت تلك الأسر لادخار أجر أسبوع وفي كثير من الأحيان يعيشون في عجز مالي.
وأشار التقرير إلى أن العاملين الأصغر سنًا تخلفوا عن سداد ديونهم أكثر من الكبار، بينما أصبح ملاك المنازل، خصوصًا أولئك الذين سددوا قروضهم العقارية، أثرياء بشكل متزايد مقارنة بجيرانهم الذين يدفعون إيجارات.
وكشف تقرير المركز عن فجوة الثروة التي تتسع بسرعة في بريطانيا، وقد حلل التغييرات في أجور ومدخرات الآلاف من الناس، وأظهر أن متوسط ثروة خمس الأسر الأفضل حالاً ارتفعت بنسبة 64 % في الفترة من 2005 وحتى 2013، بعد أن ادخروا المزيد من المال جانبًا لتأمين أنفسهم ضد الصدمات في المستقبل، ويبلغ متوسط المدخرات والاستثمارات لدى تلك الأسر نحو 10 آلاف جنيه إسترليني، مقارنة مع ستة آلاف جنيه إسترليني منذ سبع سنوات.
كما انخفضت نسبة الأشخاص المديونين في هذه الفئة (بعيدًا عن القروض العقارية) من 43% إلى أقل من الثلث. غير أن «سوشيال ماركت فاونديشن» وجد أن الأسر الأكثر فقرًا التي تقدر نسبتها بـ20% أصبحت أقل أمانًا من الناحية المالية مما كانت عليه في العام 2005، حيث إن صافي ثرواتهم انخفض بنسبة 57%، وزادت معدلات ديونهم.
وفي الوقت نفسه، اتسعت الفجوة بين الأجيال في الدخول والثروة بشكل كبير، بحيث انخفضت أجور أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و 35 عامًا بشكل حاد، وأنه ثمة احتمالات ضئيلة أن يصبحوا من أصحاب الأملاك، حيث انخفضت نسبة الأشخاص في هذه الفئة العمرية الذين يشترون منازل مما يقرب من 75% في العام 2005 إلى ما يزيد قليلاً عن النصف في 13-2012.
وقال نيدا بروتون، كبير الاقتصاديين في «سوشيال ماركت فاونديشن» إن النتائج التي توصلت إليها المؤسسة تشير إلى أن فجوة الثروة بين الأغنياء والفقراء والشباب والكبار اتسعت خلال فترة الركود الاقتصادي، فقد دفعت حالة عدم اليقين الاقتصادي الكثيرين إلى سداد ديونهم وجمع مدخراتهم. ولكن الشباب وأصحاب الدخل المنخفض حرموا من تلك الفرصة.
تعليقات