Atwasat

أفغانستان: تجار السجاد والتذكارات يواجهون معضلة مع رحيل الأجانب

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 03 أكتوبر 2021, 05:27 مساء
WTV_Frequency

أسف تجار سجاد وعاديّات وتذكارات في تشيكن ستريت في كابل، الأحد، لغياب الزبائن منذ مغادرة غالبية الأجانب أفغانستان بعدما تم إجلاؤهم مع عودة حركة «طالبان» إلى السلطة وبات هذا الحي الذي كان ينبض بالحياة ويقصده موظفون من منظمات غير حكومية وسياح جريئون بحثًا عن سجادة أو جوهرة أو تذكار تقليدي، الآن مقفرًا ما يثير قلق التجار، وفقًا لوكالة «فرانس برس». 

ويقول عبدالوهاب بحسرة، وهو تاجر سجاد الذي يبقى متجره خاليًا من الزبائن، «الأعمال لم تعد كما كانت عليه بما أنه لم يعد يوجد الكثير من الأجانب هنا في كابل»، ويضيف: «لقد أثر ذلك على مبيعاتنا من السجاد والمجوهرات وكل الهدايا التذكارية التي تصنعها العشائر الأفغانية».

أسعار السجاد تبلغ آلاف الدولارات
وكان معظم زبائنه من الخبراء الغربيين والعاملين في منظمات غير حكومية أو دبلوماسيين تم إجلاء معظمهم في نهاية أغسطس بعد أسبوعين من عودة «طالبان» إلى السلطة في العاصمة الأفغانية، ويمكن أن تبلغ أسعار أقدم السجاد آلاف الدولارات، وهو مبلغ وحدهم الأجانب والأفغان الأثرياء يستطيعون دفعه، أي الفئة التي يسعى عبد الواحد لجذبها.

ونتيجة لذلك، عندما سئل عن عدد السجاد الذي يبيعه الآن أسبوعيًّا، أجاب: «صفر»، وكان تشيكن ستريت حيًّا شعبيًّا للغاية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عندما كان يقصده الهيبيز والغربيون لشراء الملابس أو الحشيش. وانخفضت أعدادهم بشكل كبير بعد الغزو السوفياتي في العام 1979، لكن الشارع شهد بعض الانتعاش بعد وصول الأميركيين في العام 2001.

وعلى الرغم من التراجع الكبير في عدد زبائنه، يؤكد عبدالوهاب أنه لا يزال «متفائلاً للغاية».
ويؤكد تاجر آخر يدعى قادر رؤوف البالغ من العمر 64 عامًا، وهو صاحب محل لبيع السجاد أقوال عبدالوهاب. ويضيف: «في المستقبل عندما سيحل السلام سنتمكن من إبرام صفقات»، ويتابع قائلاً: في الوقت الحالي «لا أجانب، لكنني آمل بأن يكون الوضع هادئًا وأن يعود الناس لتحريك النشاط التجاري».

ويشرح رؤوف، المتحدر من هرات في غرب أفغانستان، أنه عمل لأكثر من 45 عامًا في متجره في كابل، حيث يبيع السجاد الجديد والقديم من جميع أنحاء البلاد، ويؤكد «يشكل السجاد كنزنًا الوطني». ويضيف: «نعرض السجاد على العالم أجمع» لسبب وجيه، وهو أن «الأفغان يتقنون حياكة السجاد».

أما حجي جليل (65 عامًا) فيبيع قطع خزف قديمة تعود أحيانًا لأكثر من 300 عام، منذ نحو 30 عامًا، ويقول بأسف: «المبيعات لم تكن جيدة خلال العامين الماضيين»، عازيًا ذلك لجائحة «كورونا»، وصرح لوكالة «فرانس برس» بأن «الشارع يعتمد كليًّا على حسن سير الاقتصاد»، ويؤكد: «إذا كان الوضع المالي للناس جيدًا فإنهم يأتون لشراء السجاد أو الأشياء المصنوعة يدويًّا أو الأحجار الكريمة أو شبه الثمينة».

ويوضح أنه في الوقت الحالي «الأعمال ليست على ما يرام في جميع أنحاء أفغانستان» دون أن تكون لديه أية نية بالمغادرة. ويأمل قائلًا: «أريد أن أخدم شعب بلدي. يمكن استئناف أنشطتنا خارج أفغانستان ويمكن للأجانب العودة لشراء منتجاتنا».

وفي مكان آخر في تشيكن ستريت، يبيع رجال عصير الرمان الطازج أو الموز أو البطيخ تحت أنظار مجموعة مسلحة من «طالبان»، وبالنسبة إلى حجي نياز، يبدو أن نشاطه جيدًا في مخبزه في وقت الغداء، حتى وإن أقر بأن عمله مهدد أيضًا. يوضح هذا الخباز البالغ من العمر 40 عامًا، أن «الاقتصاد ليس على ما يرام، وأن أسعار الغاز والطحين ارتفعت».

ويضيف: «كنا نخبز ما يصل إلى 4000 شريحة خبز كل يوم، واليوم بالكاد نخبز 2000. لا أعتقد أنه يمكننا الاستمرار على هذا النحو»، وقال: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه لمدة عشرة أيام أخرى، فعلى أفغانستان السلام».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد صناعة النفط الإيرانية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم