Atwasat

أحياها عالم فيزياء.. انتعاش تراث أسقف القش في المنازل بأوروبا لفوائده البيئية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 مايو 2023, 03:16 مساء
alwasat radio

يسعى شاب نمساوي، ترك وظيفته وهو عالم سابق في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية ليعمل في مجال تصنيع الأسقف، لإعادة إحياء مادة القش المعروفة بفوائدها البيئية، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

ويثير منزل الشاب ويدعى ياكوبوس فان هورنه، الدهشة عند رؤيته، إذ يتميز سقفه البالغة مساحته 200 متر مربع بالقش المرصوص المتأتي من قصب يزرعه محليا على ضفاف بحيرة نيوزيدل (شرق) التي تتميز بمنظر طبيعي أدرجته اليونسكو ضمن قائمتها للتراث العالمي.

ونقلت «فرانس برس» عن عالم الفيزياء البالغ 37 سنة، والذي لم يتردد في التخلي عن وظيفته في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية في سويسرا لإدارة عمل عائلته، قوله إن «تغطية سقف منزل كهذا بالقش تستغرق أسبوعين فقط».

تقنية ورثها عن والده
وبعد موسم الحصاد الشتوي، يزيل ياكوبوس الحشائش الضارة من القش ويربطه في حزم، معتمدا تقنية ورثها عن والده، وهو هولندي هاجر إلى النمسا في ثمانينيات القرن العشرين. ولم يندم ياكوبوس على قراره الذي اتخذه، لكنه قلق بشأن صعوبات الإنتاج، مشيرا في هذا الخصوص إلى الصين التي تعتمد أسعارا مغرية، وتستحوذ على 80% من حصة السوق في أوروبا.

ولا يُعتبر شراء القصب من شنغهاي أغلى من تأمينه من أوروبا بالنسبة إلى المشترين في هولندا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا، على حد قول ياكوبوس. وفي ظل التضخم الحاصل، تصعب مضاهاة أسعار الصين المنخفضة، حسب تقرير «فرانس برس».

«خطوة حتمية»
وكان للجفاف الذي سُجل في أوروبا دور في زيادة تعقيد المسألة، إذ لم يكن الحصاد جيدا ولم ينضج القصب، فينبغي تاليا تخفيض الأسعار بصورة كبيرة. بعدما كان استخدام القش شائعا في هذه المنطقة القريبة من المجر، استُبدل في القرن العشرين بالقرميد وحجر الأردواز، وهما مادتان عصريتان أكثر، بالإضافة إلى أنهما أقل قابلية للاشتعال، وهو عامل يؤثر على تكلفة التأمين.

وشهد القش خلال السنوات الأخيرة، انتعاشا في أوروبا نظرا إلى ما يتميز به لناحية العزل الحراري والصوتي. وفي ظل ظاهرة التغير المناخي والشح في الموارد، تشكل «العودة إلى مواد البناء البيئية»، التي كانت تُستخدم في بناء المنازل بجبال الألب خلال عصر ما قبل التاريخ على ركائز متينة، خطوة «حتمية»، على ما يؤكد الخبير في جامعة فيينا أزرا كورجينيك.

مميزات استخدام القش في أسقف المنازل
ويتمتع القش القابل للتحلل ببصمة كربونية خفيفة، في حال أُخذت بالاعتبار «دورة حياته بأكملها أي من إنتاجه إلى التخلص منه». ويشير ياكوبوس إلى أن القش خفيف الوزن وكلفته مماثلة لكلفة سقوف القرميد، كما أنه لا يتطلب سطحا متينا جدا ويمكن اعتماده لأربعين سنة. بالإضافة إلى قدرته على تخزين ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية تمثيل ضوئي أكبر من تلك الخاصة بالغابات.

ويقول المهندس المعماري الفرنسي من أصل نمساوي رافاييل باوتشتز إن «المشكلة لا تكمن في المادة بحد ذاتها بل في تدريب الحرفيين والضغط الذي تمارسه المجموعات الكبرى». ويضيف إن «القش وكل المواد التي لم تخضع لعملية تحويل كيميائية، وتُقيم استنادا إلى الحرفي ومهاراته، لا تثير اهتمام الصناعيين».

ورغم ذلك، يرغب محبو القصب في الحفاظ على معنوياتهم مرتفعة. ويشير المهندس المعماري إلى «مشاريع تُنفذ في مختلف الأماكن». وتشيد منسقة الرابطة الفرنسية لسقوف القش مارين لوبارك بـ«الاهتمام الحديث الذي يولَى للقش وللمواد الطبيعية عموما».

تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)
تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)
تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)
تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)
تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)
تغطية الأسقف بالقش من أقدم تقنيات الحرف اليدوية في بناء المنازل. يعود تاريخ أول سقف بُني بالقش إلى 6000 آلاف عام (أرشيفية: دويتش فيله)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات