يوصف الفنان اليوناني «نيكيفوروس ليتراس» بأنه بطريرك اللوحة اليونانية الحديثة، وهو أستاذ فى كلية أثينا للفنون الجميلة، وقد درس فى ألمانيا، وهو يمثّل «مدرسة ميونخ» فى اليونان، ولقد أخذ بمبادئ «الواقعية الأكاديمية»، وأصبح من فنانيها، وهذه الواقعية تتمثل في تلك اللوحات التى تصور المشاهد سواء أكانت حقيقية أو خيالية، وأبدع في ممارستها.

لوحته (كاندالا)  من أشهر أعماله في تاريخ اليونان 
وتعد لوحته، الشهيرة باسم  (كاندالا)  من أشهر أعماله في تاريخ اليونان وهي التي رسمها العام  1872، ويبدو أن (كاندالا )  مأخوذة من كلمة قنيل العربية، واصبحت ( قاندلا) مشتقة من كلمة (قنديل) . لقد أحبها اليونانيون، حتى أنهم  جعلوا منها ايقونة  للتواصل الاجتماعي بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة.  اللوحة تمثل زوجة مع طفلها تقف عند باب منزلها مع طفلها الصغير، تستمع إلى عزف وغناء الأطفال ، كما توضح اللوحة رأس طفل يوم بالتجسس ومراقبة الأطفال من خلف الحائط، اسفل القمر مباشرة، ربما لأنه لا يجرؤ على مشاركة الغناء والعزف معهم،  ويعطى البدر والزهور المتدلية على الحائط تناغمًا دافئًا وهادئًا للصورة بأكملها ، بينما تظهر الشجرة المجردة من الأورق في الفناء، تشي بأن الفصل شتاء، وافواه الأطفال مفتوحة، فيما يعزف أحد الأطفال الناي، والثاني يقرع الطبل، فتصلنا الصورة منغمة بالموسيقى والغناء 

فنان عشق التلوين  فقضت عليه الألوان
ولد في مدينة «تينوس»، وتدرب في مدرسة الفنون بأثينا. وفي العام 1860، حصل على منحة دراسية بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في ميونخ. وبعد الانتهاء من هذه الدراسات العام 1866، أصبح أستاذاً في مدرسة الآداب، وهو المنصب الذي شغله بقية حياته إلى أن توفى العام 1904 عن عمر يناهز 72 عاما، بعد مرض قصير يُعتقد أنه ناجم عن المواد الكيميائية الموجودة فى الألوان التي عشقها.

التشكيل اليوناني لايعد جزءا من عصر النهضة الوروبية
ولعله من المفيد التنويه بأن الفن اليوناني الحديث نشأ في دولة اليونان الجديدة، التي نالت استقلالها خلال القرن العشرين، حيث إن الجزر اليونانية كانت تحت سلطة الإمبراطورية العثمانية طوال أربعة قرون، وبالتالي لم تكن جزءًا من عصر النهضة الأوروبية بتنوع فنونها باتساع أوروبا كافة.

بعض جزر اليونان  تأثرت بعدد  من المدارس الأوروبية
ونتيجة أن الجزر اليونانية مثل كريت، على سبيل المثال، وعدد آخر من الجزر اليونانية، ظلت فترات طويلة تحت حكم البندقية أو قوى أوروبية أخرى، استوعبت الكثير من أساسيات الفنون التشكيلية الأوروبية، حيث تأثرت مدرسة كريت وبضعة مدارس يونانية أخرى بعدد من المدارس الأوروبية.

الفن اليوناني تأثرت ببيئته 
والخلاصة أن الفن اليوناني الحديث قد تشكل من الظروف الاجتماعية والاقتصادية اليونانية دون أن نغفل تأثير الشتات اليوناني في جميع أنحاء أوروبا. ناهيك عن المدارس الأوروبية كالتي درس فيها فنان هذه الحلقة.

الفنان اليوناني (نيكيفوروس ليتراس)