Atwasat

أمل رمسيس في «كايرو فيلم فاكتوري»: الفيلم التسجيلي لا يحتاج لميزانيات ضخمة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 25 ديسمبر 2022, 02:25 مساء
WTV_Frequency

استضافت «كايرو فيلم فاكتوري» المخرجة المصرية أمل رمسيس، في لقاء بعنوان «كيف تصنع فيلمك التسجيلي الإبداعي بميزانية محدودة»، وأدار اللقاء الناقد السينمائي، محمد سيد عبدالرحيم.

تضمن اللقاء نقاشًا حول تجربة أمل رمسيس في الإخراج، والإنتاج، والتدريب على صناعة الأفلام، ورؤيتها حول الفيلم التسجيلي الإبداعي، وفقًا لبيان.

وقالت أمل إن الفيلم التسجيلي الإبداعي ليس اختراعًا جديدًا، بل يمتد تاريخ وجوده إلى العشرينيات من القرن الماضي، فعلى سبيل المثال فيلم «الرجل والكاميرا» للمخرج دزيجا فيرتوف العام 1929 هو بمعنى ما فيلم تسجيلي إبداعي، لأنه ينقل الواقع من وجهة نظر المخرج وبأسلوب جديد وغير مسبوق في حينها.

وأضافت رمسيس أن هناك كذبة كبيرة تم تكريسها وهي أن الفيلم التسجيلي ينقل الواقع وأن هناك واقعًا واحدًا يجب أن يفرض على كل الجمهور، لكن في الحقيقة لا وجود للواقع المحايد، فالواقع من وجهة نظر كل صانع أفلام يختلف عن الآخر، وقالت «الفيلم التسجيلي الإبداعي لا يدعي أنه ينقل الواقع إنما هو تعبير عن وجهة نظر صانعه، فكأنه دعوة للجمهور لمشاركة صانع الفيلم زاوية الرؤية».

وأوضحت أن الفيلم التسجيلي الإبداعي يتميز أيضًا بأنه يعكس محاولات صانع الأفلام التجريب في أساليب مختلفة للتعبير عن فكرته، وهو ما يجعل كل فيلم تجربة فريدة تجمع بين الواقع والخيال، مشيرة إلى أنه لا أهمية للحدود بين الواقع والخيال في الفيلم التسجيلي الإبداعي.

وأشارت المخرجة المصرية إلى أن مهرجان «القاهرة الدولي لسينما المرأة» الذي كانت تنظمه على مدى سنوات في القاهرة لم يكن يتضمن برنامجًا منفصلًا للأفلام الروائية وآخر للأفلام التسجيلية، وقالت «هذا يعكس موقفي تجاه الأفلام وهي أنها تدعو المشاهد لاكتشاف مساحات تتماس معه ومع خياله وأفكاره وتفتح في ذهنه آفاقًا جديدة بصرف النظر عن المسميات».

ولفتت أمل إلى أنه بهذا المعنى فإن أهم مخرجي السينما التسجيلية على مدى تاريخ السينما المصرية صنعوا أفلامًا تسجيلية إبداعية تحمل رؤيتهم للعالم وتعكس شغفهم بالتجريب في الشكل والأسلوب للتعبير عن رؤيتهم.

تأتون من بعيد
وفيما يتعلق بإنتاج الفيلم التسجيلي أشارت أمل إلى أن التمويل لا ينبغي أن يكون عقبة أمام صانع الفيلم، لأن الأفلام التسجيلية لا تتكلف ميزانيات ضخمة، وقالت «هناك خدعة كبرى يتم الترويج لها وهي أن الأفلام التسجيلية لا يمكن إنجازها بأقل من 250 ألف يورو وهي أرقام مبالغ فيها ومعرقلة»، وأضافت أنها صنعت فيلمها «ممنوع» دون أي دعم محلي أو خارجي لأنها كانت ترغب في التعبير عن رؤيتها بحرية من دون أي ضغوط إنتاجية، إلا أنها أشارت إلى أنها ليست ضد دعم الأفلام ففيلمها الأخير «تأتون من بعيد» حصل على دعم من جهات مختلفة، ومع ذلك فإن الدعم الذي حصل عليه لم يتجاوز الـ60 ألف يورو احتاج إليها الفيلم لأنه تطلب السفر إلى عدة دول وشراء حقوق استخدام الأرشيف.

- آية دوارة في «كايرو فاكتوري»: التفاهم بين المخرج والمنتج ضروري لنجاح الفيلم

- أحمد مجدي يكشف تجربته في التمثيل والإخراج بـ«كايرو فيلم فاكتوري»

وأضافت «لم تكن تلك هي التكلفة الفعلية للفيلم، لأن الجهد البحثي ومعظم التصوير والمونتاج قمت به بنفسي بالإضافة إلى تعاون فريق مؤمن بالمشروع».

وأكدت أمل أن صانع الأفلام عندما يكون مدفوعًا برغبة حقيقية في تنفيذ فيلمه، ولديه رؤية واضحة لما يريده من الفيلم، ويدرك جيدًا ما العناصر التي يحتاجها لصناعة فيلمه، فضلًا عن وجود فريق يشاركه الإيمان بالمشروع، فلن يكون الدعم بأي حال عقبه أمام تنفيذ الأفلام.

ناشطة سينمائية
من جهته، أشار الناقد محمد سيد عبدالرحيم إلى أن أمل رمسيس من صناع الأفلام المتميزين في مصر، سواء في مجال صناعة الأفلام من خلال أفلامها التي تحمل رؤية محددة سواء في المضمون أو الشكل، أو من خلال دورها الفاعل في تدريب العشرات على صناعة أفلام تجمع بين الرؤية الخاصة تجاه العالم وبين التجريب في الأسلوب، من خلال ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي التي أسستها قبل خمس سنوات، بالإضافة إلى جهودها في نشر الثقافة السينمائية من خلال عروض الأفلام في «قافلة بين سينمائيات» التي أسستها العام 2008، أو من خلال مهرجان «القاهرة الدولي لسينما المرأة» الذي كانت تنظمه لسنوات.

وأضاف عبدالرحيم «أمل رمسيس بهذا المعنى هي ناشطة سينمائية لا تكتفي بالتعبير عن رؤيتها من خلال إخراج أفلامها بل تلعب دورًا فاعلًا في صناعة السينما من خلال دعم صناع الأفلام وأيضًا من خلال خلق ذائقة سينمائية مغايرة».

من جانبها، أشارت المخرجة ناهد نصر، مؤسسة «كايرو فيلم فاكتوري»، إلى أن استضافة المخرجة أمل رمسيس هي جزء من مواصلة العمل على ربط صناع الأفلام على أول الطريق بالمحترفين، وهو ما يمثل إضافة عملية ومهمة يحتاجها المشهد السينمائي. وقالت «تبادل الخبرات والتجارب التي تتم على أرض الواقع وفتح المجال للتساؤلات والمناقشات أمر حيوي للربط بين صناع الأفلام وضروري لتطورهم».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم