كانت الفنانة شيماء حسين المقصبي، قد بلغت من العمر عشر سنوات عندما اندلعت «حرب الكرامة» في بنغازي، مسقط رأسها يوم 2001/2/8
كانت حصة الرسم معشوقهتا
وسط مغبة الحرب والعنف وحزنها على دمار فسحات مراتع طفولتها، لم تجد سوى الرسم واحة لراحتها، وفسحة لحريتها، فلقد كانت تحبه منذ الصغر، فحصة الرسم معشوقتها، والألوان فرحتها. لم يكن أمامها سوى ممارسته، واللعب بأقلامها الرصاص والملونة، لا شيء كان يُخرس صراخ المدافع، وعواء الرصاص سوى الرسم باقلام الرصاص وألوان التشكيل.
موهبتها أخرست أصوات الإنفجارات
في تلك الفترة لم تكن هناك مدارس، سوى مدرسة موهبتها التي تسلطت عليها منذ سنة 2014 حتى إنها أخرست أصوات الانفجارات، والرصاص وسط تكبير رجال الكرامة. لم يكن ثمة ما تدرسه سوى تطوير عقلها لتكوين اللون المناسب، وتطوير قدرة ضربات أناملها لفرشاتها وخلق الشكل المناسب. كانت قد تمكنت من الرسم بالقلم الرصاص.
أصفر فنانة نفذت أغلافة كتب
وفي العام 2017 التحقت بنادي عوض اعبيدة للفنون وتعلمت الرسم بالألوان الزيتية، وأصبحت عضوًا في النادي بعد شهر واحد من التدريب. ثم واصلت التدريب بالتلوين الزيتي وأخذ اهتمامها كله. وسريعا مأصبحت عضوًا فعالًا في مؤسسة «أركنو للفنون»، وتواصل تدريبها، وتطورت سريعًا حتى إنها نفذت غلافين لكتب تم إصدارهما، فكانت أصغر من نفذ مثل هذا العمل، ولم تتوقف حتى بعد أن أغلقت المؤسسة العام 2021.
هذا إبداع شيماء!
شاركت في عديد المعارض ومن المسابقات على مستوى مدينة بنغازي وتحصلت، ونالت عددًا من جوائز التفوق. لم يبعدها تخصصها في دراسة تقنية المعلومات بجامعة بنغازي، عن ممارسة هواية الرسم والتشكيل على الرغم من وصولها المستوى الخامس، فالرسم هو ساحة حريتها وتحقيق ذاتها . لعلكم تجدون ببعض مما انتقيناه من لوحاتها، ما تتذكرون اسمها لأنه سيشار سريعًا إلى لوحاتها بالبنان: «هذا إبداع شيماء المقصبي»!
تعليقات