إنجي أسامة بركة الفسي أيضا فنانة تفتقت موهبتها من رحم حرب، كدّرت وداعة وصفاء بنغازي أروع الأمهات. وظللت منصتا إليها تحدثني عن تجربتها، التي استهلتها بوصف بليغ قالت: «حرب سنة 2014 هربت منها إلى نفسي، وسريعا ما انتبهت أن عشقي للألوان قاد أناملي نحو التشكيل .
واكتشفتْ أنها ترسم بولهٍ واستمتاعٍ، وأدركت أن حبها للألوان تأسس على عشقها لصفاء سماء بنغازي في الأماسي الصيفية، واستكانة بحرها الأزوردي، وبياضات شواطئها، ونعومها رمالها الذهبية. واستطردت: «.. كثيرا ما تتداعى في مخيلتي جمال لون نوار الأقحوان، الأحمر المنثور وسط بسط ربيع بلادنا الأخضر، في المساحات التي نرتادها في رحلاتنا الربيعية». والتصقت في خيالها هذه الصور، وشرعت ترسمها بمتعة متجاهلة الحرب ومغبتها، فخطر على بالي حكاية (الدمل) الذي وصفه لنا الأديب الراحل خليفة الفاخري، والمتعة التي انتابته وهو يتحسسه.
تفتقت موهبتها فانتصرت على مغبة الحرب
في رحم تلك الحرب، التي انتصر فيها الحق على الباطل، تفتقت موهبة الفنانة إنجي، وأنتصرت على مغبته . وكنت أريد أن انتقد اختيارها للوحات تبرز جمال الطبيعة الخضراء، مرسومة من صور ليست من بلادنا، ولكن ما أن فسرت لي بدء تشكيلها والحرب، حتى وجدت لها العذر، فكيف ترسم ربيعا وقت حرب ودمار؟ ومع ذلك وجدت الطريق إليه
فنانة استفادت من أخطائها فوصلت إلى ألوانها
الفنانة إنجي من مواليد بنغازي سنة 2001، وهي طالبة في قسم التربية الفنية جامعة بنغازي، تؤكد أنها تمارس فنها بمتعة، وكان تطور فنها بفضل معلمتيها لمادة التربية الفنية، وهما مقبولة الشركسي وأمينة الكرغلي. لقد مرت بتجارب كثيرة، في خلط الألوان، واستفادت من أخطائها، حتى تمكنت من الوصول إلى اللون الذي تحتاجه، وتطورت قدراتها ومفهومها للفن والرسم الزيتي على يد الفنان الأستاذ جمال الشريف، وأيضا على يد رئيسة القسم الدكتورة أميرة بلاعو.
الفنانة إنجي شاركت في أكثر من 20 معرضا داخل بنغازي، وفي مسابقات على مستوى مدارس بنغازي في الرسم وفازت بالترتيب الأول، وكذلك في مسابقة ليبيا للإبداع 2021 في مجال المكياج السينمائي الذي بدأت ممارسته منذ 2017 .
طموحها وموهبتها والدعم الذي وجدته من أسرتها سوف يجعلنا قريبا نشير إلى لوحاتها ومنحوتاتها بإعجاب وفخر.
تعليقات