مواهب جامعية تتألق في مهرجان الفنون التشكيلية

مواهب جامعية تتألق في مهرجان الفنون التشكيلية

عميد جامعة طرابلس الدكتور خالد عون، والدكتور موسى العماري يفتتحان المعرض (بوابة الوسط)

احتضنت جامعة طرابلس، بمبنى قسم الكيمياء، الأحد، المهرجان الشامل للفنون التشكيلية الذي نظّمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحت شعار «الفنون تجمعنا»، شمل مشاركة الجامعات الليبية من مختلف المناطق والمدن، في فنون الخط، والخزف، والنحت، والرسم.

وقال الدكتور خالد عون عميد جامعة طرابلس في افتتاحية المهرجان إن «الأعمال بتعدد أبعادها تمنح هامشًا للفهم من زوايا مختلفة ومتباينة في مستوى تذوقها، وكذا ترفع من سقف إدراكها للغة البصرية، ومن جانب آخر قد تحقق هذه الفعاليات ما عجزت عنه السياسة، إذ يخلق الفن مناخًا يقارب بين الرؤى ويعزز من فهم معنى الهوية والكيان، وكذا ما يتعلق بقيم الجمال والإبداع».

وأوضح الدكتور موسى العماري، مدير إدارة النشاط بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن «هدف المحافل الجامعية بتنوعها الرياضي والفني والثقافي هو زرع الثقة في نفوس الطلاب وإكساب شخصياتهم روح المبادرة وحب المشاركة والتعاطي مع الأفكار الإيجابية وتحويلها من التصور إلى التطبيق».

ألوان وموسيقى
وتجول الزائرون صحبة مقطوعات موسيقية للعازف أحمد القماط متأملين بصمات المواهب وتوقيعاتها اللونية المجسدة لسحر الطبيعة واللغة الكامنة في الأشكال النحتية، وومضات الوجوه في لوحات البورترية إضافة إلى تفاصيل رائعة للخط العربي وتدرجاته في عوالم التشكيل.

وأكد الدكتور عبد العاطي طبطابة، مدير إدارة النشاط بجامعة طرابلس، أن المهرجان جاء تتويجًا لاجتماع مع وزارة التعليم العالي بمدينة بنغازي، الذي ضم كامل الجامعات الليبية وخلص إلى التنسيق فيما بينها بحيث تختص كل منها بمنشط محدد، وارتأت جامعة طرابلس التي اختارت جانب الفن التشكيلي تقسيمه إلى أربعة محاور (المجسمات والأشغال، الخزف والنحت، الخط العربي، الرسم والتصوير) وتقام على هامش المعرض مسابقة لأفضل أعمال تنتهي باختيار الثلاثة الأوائل لكل محور أي 12 فائزًا، ولكن يبقى مكسب المهرجان هو تعارف المواهب وتبادل وجهات النظر فيما بينها وبناء أرضية للتواصل.

وتحدثت الدكتورة إيمان محمد فرج، عضو اللجنة العليا للمهرجان، بالقول إن الفعالية شملت مشاركة 16 جامعة وبأعداد متفاوتة من اللوحات، فبعضها ساهم بـ28 وأخرى بـ3 أعمال وهكذا، ودون أن تحدد لهم عناوين الموضوعات أو الأفكار إذ تركت مساحة التناول مفتوحة لاستنطاق روح الموهبة بصورتها العفوية.

خبرات ومعارف
وتحدث الأستاذ الدكتور عياد هاشم، رئيس لجنة التقييم بالمعرض، وقال إن جهدًا كبيرًا بذله أعضاء هيئة التدريس بكلية الفنون والإعلام خصوصًا بقسم الفنون الجميلة والتطبيقية بغية إظهار المحفل بهذه الحلة، وأشار إلى أن المعرض لا يستهدف المتلقي الأكاديمي فقط بل المتذوق للفن بشكل عام وهو ما يجب أن تتجه إليه الدعاية الإعلانية للمهرجان.

وأردف أن الأعمال المشاركة على مستوى عالٍ من الإنجاز والتحضير وتنبئ بوجود مواهب حقيقية في فنون التشكيل ينبغي للمؤسسات المعنية بالدولة الالتفات إليها وتوفير المناخ الملائم لإبراز إمكاناتها مثل صالات للعرض وبشكل دائم، كما يتوجب الاستمرار في إقامة هذه المناسبات بصورة دورية لتعزيز خيال الطالب والزائر بمشارب الفن البصري وتكوين تراكم من الخبرات والمعرفة النفسية والحسية بالخصوص.

وفيما ألمح الدكتور صلاح غيث عضو لجنة المهرجان إلى أهمية الحدث كمحطة رئيسة توضح إمكانية الاستفادة من المناخ الأكاديمي وإظهار ذخيرته الفكرية، أضاف خيري أبوحبيل مدير مكتب النشاط الثقافي بجامعة طرابلس أن «فكرة المهرجان تتجه في بعدين أولها تجاوز الركود أو الخروج من حالة السكون نتيجة تداعيات وباء كورونا، وثانيًا استكمال سلاسل النسخ السابقة لهذا البرنامج وتأكيد استمراريته».

وذكر محمد بن حليم، عضو اللجنة الإعلامية بالمهرجان، أن المعرض ضم أكثر من 200 عمل في مختلف فنون التشكيل ويستمر لمدة خمسة أيام، بذلت فيه لجنة التجهيزات جهدًا كبيرًا لتقديمه بالشكل المطلوب، إضافة إلى اللجان المعنية بالجانب الفني والتقييم والأداء والتنسيق مع اللجنة العليا بالخصوص التي أثمرت بروح الفريق لوحة رائعة لمفهوم العمل الجماعي.

وقالت الدكتورة كريمة بشيوه، أستاذة فلسفة الحضارة والفن والجمال بجامعة طرابلس، إن «الفن هو مساحة للحوار الحقيقي بين الناس لإبعاد أصوات العنف ولغة الرصاص، وترى مفيدة البدري بن كورة عضو هيئة التدريس بجامعة صبراتة أنها خطوة في اتجاه توطين الثقافة البصرية وإبراز أبعاد الخيال الفني للمواهب واكتشاف معارفهم عن المدارس التشكيلية ومدى استيعابهم لخطوطها ومراحل تطورها».