في مثل هذا اليوم منذ تسع وأربعين عاما رحل عنا عبدالسلام حسين بسيكري. الذي كتبت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية سنة 1957 قائلة: «الدبلوماسية الليبية تتفوق على الدبلوماسية البريطانية»، فعندما كان سفيرا في تونس وقررت تونس أن تتحول من النظام الملكي إلى الجمهوري، اعتذر عن حضور حفل إعلان هذا التحول في مجلس النواب التونسي، معللا أن بلاده تنتهج النظام الملكي، وأنه يعي حماس النواب فقد يحدث ما يسيء إلى العلاقات بين البلدين، ولكن وزير الخارجية التونسي أصر على حضوره، وبالفعل اثناء الحفل انتقد أحد النواب نظام الحكم الملكي، فانسحب والوفد المرافق له، ولم ينسحب الوفد ( الملكي) البريطاني. وغادر إلى طرابلس ولم يعد إلاّ بعد اعتذار رسمي من الخارجية التونسية عما حدث.
ولد السيد عبدالسلام بسيكري سنة 1902 في بنغازي وتعلم مبادئ اللغة والقرآن في كتاتيبها، ثم أرسله والده في معية السيد أحمد الشريف عندما غادر إلى تركيا سنة 1917. ثم واصل دراسته في إيطاليا للدراسة رفقه زملائه: محمود بك المنتصر، وفتحي بك الكيخيا، وعلى نور الدين العنيزي. وأتقن أربع لغات العربية والإيطالية والفرنسية والتركية. انتخب، بعد استقلال ليبيا عضوا في أول مجلس نيابي سنة 1952، ثم عين وزيرا للمعارف في حكومة السيد مصطفى بن حليم، وفي عهده أنشئت الجامعة الليبية.. بعد ذلك عين سفيرا في تونس والعراق والمغرب، ثم وزيرا للدفاع في وزارة محمود بك المنتصر الثانية سنة 1964، ثم في وزارة حسين بك مازق.
ثم عين سفيرا في مصر إلى أن قدم استقالته إلى الأستاذ صالح بويصير، الذي أصبح وزيرا للخارجية من بعد سقوط الملكية في ليبيا. وبسبب صداقتهما، نصحه وزير الخارجية أن يحيله إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية، تفاديا أن تفسر استقالته بعدم رغبته في التعاون مع النظام الجديد. وبالفعل أحيل على التقاعد وعاد إلى بنغازي في بداية العام 1970 ورحل عنا في 28 أكتوبر من السنة نفسها.
تعليقات