رصدت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية توسُّع الوجود العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وزيادة وتيرة الهجمات ضد القواعد العسكرية الأميركية في سورية والعراق، وكذلك الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية في البحر المتوسط، مستهدفة سفنا مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الجريدة في تقرير نشرته أمس الأحد، أن فريقا من الجيش الأميركي في طريقه إلى قطاع غزة لبناء رصيف بحري لإدخال المساعدات إلى القطاع، وهو ما اعتبرته مشهدا أساسيا يدلل على اتساع البصمة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

مشهد معقد سريع التغير
ونقلت الجريدة عن عسكريين على متن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس أيزنهاور»، أن «المهمات في الأشهر الأخيرة غير متوقعة وسريعة التغير، حيث يتحرك البيت الأبيض في محاولة لاحتواء توسع الحرب الإسرائيلية على غزة».

وقال الأدميرال مارك ميغيز إن «فرقته الهجومية، التي تشمل حاملة الطائرات آيزنهاور، كان من المفترض أن تعبر منطقة الشرق الأوسط وتشرف على التدريبات العسكرية وتستقبل الوفود الأجنبية العسكرية... وعوضا عن ذلك ، نقوم باعتراض المسيرات التي تطلقها جماعة الحوثي، وهجمات الصواريخ البالستية، في الممر المائي الأهم في العالم.. سنبقى هنا طالما دعت الحاجة»، حسب تصريحه إلى «واشنطن بوست».

- الجيش الأميركي يعلن إسقاط 15 مسيرة للحوثيين
- الولايات المتحدة تعلن وصول غواصة نووية إلى الشرق الأوسط
- أميركا تقصف و«الحوثي» تتوعد.. ماذا يحدث في البحر الأحمر؟

بايدن تعلم أنه «ليس من السهل مغادرة الشرق الأوسط»
وقالت الجريدة الأميركية إن «الحرب على غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك علمت الرئيس الأميركي، جو بايدن، درسا تعلمه من سبقه في الرئاسة: وهو أنه ليس من السهل مغادرة الشرق الأوسط».

وأضافت: «بعد الحروب الطويلة في العراق وأفغانستان أرادت إدارة بايدن تغيير سياستها الخارجية والانسحاب من الشرق الأوسط، والتركيز على روسيا والصين. لكن مع صباح يوم السابع من أكتوبر الماضي، تغير كل شيء».

ولفتت إلى أنه منذ بداية الشهر الجاري، نشر الجيش الأميركي سفنا بحرية، بينها سفن «جيمس أ. لوكس» و«مونتيري» و«ماتاموروس» إلى منطقة الشرق الأوسط، زاعمة أن ذلك يأتي في إطار جهود توصيل مليوني وجبة غذائية يوميا إلى سكان قطاع غزة عبر البحر.

«بنتاغون» ينشر أصولا عسكرية في المنطقة
وبدأت وزارة الدفاع (بنتاغون) في إرسال الأصول العسكرية إلى المنطقة فورا في أعقاب يوم السابع من أكتوبر، لردع «حزب الله» اللبناني ومنعه من فتح جبهة جديدة ضد الكيان الصهيوني، وتجنب اتساع رقعة الحرب في المنطقة.

كما اتخذ (بنتاغون) خطوة، وصفتها «واشنطن بوست» بـ«غير العادية»، تتمثل في نشر حاملتي طائرات، بما في ذلك حاملة الطائرات «آيزنهاور» و«يو إس إس جيرالد آر فورد»، في الشرق الأوسط.

ونشر أيضا سفنا من مجموعة «باتان» البرمائية الجاهزة قبالة «إسرائيل»، وأعلنت واشنطن أنها سترسل سربًا من الطائرات المقاتلة من طراز «إف-16» وأنظمة دفاع جوي إضافية إلى المنطقة.

وقالت «واشنطن بوست»: «تمثل هذه التحركات زيادة طفيفة في النشاط العسكري الأميركي في المنطقة. واليوم، بالإضافة إلى قواعدها الأكبر والأقدم في قطر والبحرين والإمارات، لدى الولايات المتحدة نحو أربعة آلاف جندي في الأردن، و2500 في العراق، و900 في سورية».

هجمات متجددة ضد الوجود الأميركي
وأثارت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة حملة متجددة من الهجمات ضد المصالح  والوجود الأميركي في الشرق الأوسط، تنفذها غالبا مجموعات مسلحة تابعة لإيران، لا سيما في العراق وسورية.

وشنت تلك المجموعات أكثر من 170 هجوما ضد القوات الأميركية في سورية والعراق منذ السابع من أكتوبر. وفي يناير الماضي أسفر هجوم بمسيرة عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.

وفي البحر الأحمر، فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى الآن في وقت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي من اليمن، على الرغم من الهجمات الجوية المستمرة منذ أكثر من شهرين مستهدفة البنية التحتية ومنصات الصواريخ للجماعة اليمنية.