انطلقت «قمة القاهرة للسلام» الدولية، السبت، على وقع مطالبات من المشاركين فيها بـ«وقف فوري» للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتي دخلت أسبوعها الثالث.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في افتتاح القمة «نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة .. لذلك وجهت لكم الدعوة اليوم». وطالب السيسي بـ«الوقف الفوري للحرب والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية»، بحسب «فرانس برس».

وكرّر الرئيس المصري خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع المحاصر إلى سيناء والأراضي المصرية، محذّرًا من «تصفية» القضية الفلسطينية، وجدد تحذيره في قمة السبت وقال «إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث في كل الأحوال على حساب مصر أبدًا».

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يشارك في القمة على رفض تهجير الفلسطينيين وشدّد «لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا». كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال القمة أنه «حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع»، في إشارة إلى الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي دخلت أسبوعها الثالث. وحض غوتيريس على «وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية»، وطالب بـ«استمرار وعدم تقييد» المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر. 

 دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية
وعقدت القمة تزامنًا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر. وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، السبت، عبر حسابه على منصة «إكس» أن قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة «يجب ألا تكون الأخيرة».

وقال في بيان نشره «أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة وبدون عوائق».

-  بث مباشر.. انطلاق قمة «القاهرة للسلام 2023» لبحث سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة
-   الرئيس المصري: من يعتقد أن الفلسطينيين سيغادرون أرضهم بسبب القصف لا يعرف طبيعتهم
- انطلاق قمة «القاهرة للسلام 2023» لبحث سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، أن حصيلة القتلى في غزة ارتفعت إلى 4385 شخصًا وأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، منذ اندلاع  الحرب في السابع من  أكتوبر. والخميس دعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في ختام قمة عقداها في القاهرة، إلى «الوقف الفوري للحرب على غزة»، وأكدا رفضهما لـ«سياسة العقاب الجماعي» للقطاع، وحذّرا من «كارثة» إقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.

الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين
وفي قمة السبت دعا الملك عبدالله الثاني إلى «الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين». وقال مخاطبًا قيادة الاحتلال الإسرائيلي إنه «لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها .. وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين».

وطالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ«الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية»، وقال «نعبر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن».

وفي السياق نفسه طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بـ«التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الوحشي الإسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين». وأكد رفض الجامعة لـ«أنواع الاستهداف والعنف كافة ضد المدنيين بدون تمييز .. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها».

حل الدولتين 
وقال غوتيريس، السبت، إن «حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار، حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل».

كما طالبت رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بـ«تجنب تصعيد هذه الأزمة، لتجنب فقدان السيطرة على العواقب». وأشارت إلى ضرورة «استئناف المبادرة السياسية لحل بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين».

وفي السياق نفسه أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت «حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين».