Atwasat

محللون: الاتفاق «السعودي - الإيراني» لن يقدم حلا سحريا لليمن

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 14 مارس 2023, 09:04 مساء
WTV_Frequency

يستبعد محللون أن يؤدي الإعلان المفاجئ عن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين السعودية وإيران بعد سنوات من القطيعة، إلى حل سحري للنزاع الذي بدأ في اليمن في 2014 وتفاقم مع التدخل السعودي بعدها بعام.

وتعد الجمهورية الإسلامية والمملكة أهم قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم ملفات منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها الحرب اليمنية، بحسب «فرانس برس».

وتقود الرياض في أفقر دول شبه الجزيرة العربية تحالفًا عسكريًا دعمًا للحكومة، بينما تدعم طهران المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. ويقول خبراء إن للاتفاق أبعادًا إيجابية إقليمية قد تساعد على التهدئة في اليمن، لكن تحقيق اختراق فعلي لا يزال بعيدًا.

«لا تعني الإنهاء الكامل لكل تعقيدات الصراع»
ويرى الباحث في معهد «مجموعة الأزمات الدولية» أحمد ناجي أن هذه التفاهمات «من حيث المبدأ  ستنعكس إيجابًا على مسار التهدئة في اليمن»، ولكن «لا تعني الإنهاء الكامل لكل تعقيدات الصراع».

ويقول ناجي لوكالة «فرانس برس» إن اليمن يشهد «حربًا متعددة الطبقات، وسيسهم هذا التفاهم في معالجة البعد الإقليمي فيها، لكن الدوافع المحلية للصراع ستظل حاضرة وستتطلب وقتًا أطول ومعالجات متعددة المسارات لإنهائه».

-  واشنطن ترحب بالاتفاق السعودي الإيراني.. وتشكك في التزام طهران
- العراق يرحب بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران
- إيران والسعودية اتفقتا على إعادة العلاقات وفتح السفارتين

ورحبت الحكومة اليمنية بحذر بالاتفاق معربة في بيان عن أملها بـ«مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءًا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية». في موازاة ذلك، أكد الحوثيون على لسان الناطق باسمهم محمد عبد السلام أن «المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها».

حوار مع الحوثيين 
وتشير الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إليزابيث كيندال إلى أن النزاع في اليمن «نشأ محليًا حول مسائل تتعلق بمن يسيطر على السلطة والأرض والموارد». وبحسب كيندال، فإن النزاع «توسع إلى أكثر من مجرد طرفين متحاربين».

ويبدو النزاع في اليمن أكثر تعقيدًا اليوم مما كان عليه في العام 2014 حين بدأ الحوثيون زحفهم نحو مناطق الحكومة، في خضم صعود قوى سياسية وميليشيات مختلفة مع إضعاف السلطة المعترف بها دوليًا.

 حوار مع الحوثيين برعاية عُمانية
منذ أشهر، تقيم الرياض حوارًا مع الحوثيين برعاية عُمانية، بحسب مصادر يمنية وإقليمية وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى موسكو وجود «جهود للوصول أولًا الى وقف إطلاق نار دائم ومن ثم إطلاق عملية سياسية بين الأطراف اليمنية تنهي هذه الأزمة». وقال الوزير السعودي «سوف نستمر في هذا الحوار وهناك حوارات عبر مسارات متعددة».

في المقابل، تخشى جهات يمنية أن يأتي أي اتفاق إيراني-سعودي على حساب السلطة، كأن تنسحب المملكة من النزاع وسط ضمانات بعدم استهدافها وتترك الحكومة وحدها في مواجهة المتمردين الذين كادوا أن يسيطروا على كامل البلاد لولا التدخل السعودي في مارس 2015. 

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي لجريدة «الشرق الأوسط» السعودية أن السلطة سمعت من الرياض «أنه لن يكون هناك اتفاق سعودي - حوثي، وإذا كان هناك اتفاق فسيكون بين الحكومة اليمنية والانقلابيين».

 ردود متفاوتة 
وقد يقرب الاتفاق السعودي - الإيراني وجهات النظر بشأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب التي تسببت بأكبر مأساة إنسانية على مستوى العالم، بحسب الأمم المتحدة، وقتل وأصيب فيها مئات آلاف الأشخاص، ودمرت الاقتصاد.

وكانت ردود فعل اليمنيين متفاوتة حول الاتفاق. في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قالت الطاف علي «إن شاء الله أن يكون الاتفاق بادرة خير للوطن العربي والعالم وبشكل خاص لليمنيين واليمن لإنهاء الحرب ورفع الحصار ودفع الرواتب».

في تعز المحاصرة من الحوثيين، استبعد عبدالحكيم مغلس أن يؤدي الاتفاق السعودي الإيراني إلى السلام الشامل، قائلًا «قد يصنع هدنة موقتة وفق تفاهمات معينة لفترة قصيرة ولكنها لن تمنع الحرب وتصنع سلامًا شاملًا ودائمًا في اليمن».

 المحادثات السعودية مع الحوثيين
وانتهت هدنة في أكتوبر الماضي، لكن المحادثات السعودية مع الحوثيين في الأسابيع الأخيرة أثارت تكهنات بشأن صفقة قد تسمح للرياض بالانسحاب جزئيًا، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على مسار المفاوضات.

رغم ذلك، يستبعد مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي أن يكون الاتفاق السعودي الايراني بمثابة «الحل السحري»، مشيرًا إلى أن «حل اليمن لن يأتي إلا بحوار متعدد الاطراف بوجود السعودية والإمارات (العضو في التحالف العسكري) والحوثيين وإيران» وغيرهم.

ويؤكد أحمد ناجي أنه «ما لم يكن هناك دعم للمسارات السياسية اليمنية بما يحقّق السلام اليمني اليمني المستدام والحقيقي، فإن هذه المصالحة بين طهران والرياض ليست سوى انتقال من ذهنية الحرب بالوكالة إلى سلام بالوكالة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
بينها أميركا وبريطانيا وفرنسا.. نداء من 18 دولة لحركة حماس
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
قرابة 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو المجاعة
نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة ما زال يتجه نحو ...
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
شهداء وجرحى في غارات صهيونية على غزة واستشهاد صياد برفح
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم