Atwasat

المعارضة التونسية تدعو لتوحيد الصفوف في مواجهة سعيد

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 30 يناير 2023, 11:07 صباحا
WTV_Frequency

دعت «جبهة الخلاص الوطني» أكبر الكتل المعارضة في تونس الأحد مختلف الأحزاب والمنظمات الاجتماعية إلى توحيد موقفها من أجل رحيل الرئيس قيس سعيد وتنظيم انتخابات مبكرة، وذلك إثر تسجيل مشاركة ضعيفة في الدورة الثانية للانتخابات النيابية.

وأدلى 887.638 شخصا بأصواتهم من مجموع 7.8 مليون ناخب مسجلين بحسب نتائج أولية، على ما أفاد رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحفي، نقلته وكالة فرانس برس. وكانت نسبة المشاركة بلغت 11.22% في الدورة الأولى، وهي أضعف نسبة تصويت منذ بداية الانتقال الديموقراطي عام 2011 بعد انهيار نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

وتعتبر نسبة المشاركة الهزيلة مؤشرا سلبيا لمشروع الرئيس قيس سعيد الذي يحتكر السلطات في البلاد منذ العام 2021. وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي في مؤتمر صحفي «أطلب من الحركة السياسية والمدنية ان نضع اليد في اليد لكي نحدث التغيير وهو رحيل قيس سعيد والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة».

ويرى مراقبون أن بصيص الأمل الوحيد لتجاوز الأزمة السياسية في تونس يتمثل في «مبادرة الإنقاذ» التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الجمعة من أجل تقديم مقترحات ستعرضها على سعيد للخروج من الأزمة.

وقال الشابي في هذا الصدد «اتوجه للاتحاد العام التونسي للشغل وعمادة المحامين ورابطة حقوق الإنسان وأقول لهم نحن في مركب واحد والحل يكون في قيادة سياسية جديدة».


الشابي: انتخابات «المسخ»
ووصف الشابي الانتخابات البرلمانية الجارية «بالمسخ والفشل الذريع» لسعيد مضيفا «لن نعترف بها». غير أن المعارضة لا تزال منقسمة إلى ثلاث كتل مختلفة التوجهات، هي جبهة الخلاص الوطني التي يتزعمها حزب النهضة، والحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي التي تدافع عن خيارات نظام بن علي، والأحزاب اليسارية.

ولم تشهد مكاتب الاقتراع أمس الأحد إقبالا على التصويت حتى إغلاقها عند الساعة السادسة مساء (05:00 ت غ). وفي مركز اقتراع بمنطقة باردو محاذ لمبنى البرلمان، صوت العشرات خلال الساعتين الأوليين من مجموع مسجلين يزيد عن ثمانية آلاف ناخب، وفقا لمراسل فرانس برس.

وقالت شريفة السيداني (72 عاما) التي أدلت بصوتها لأنها «تريد مستقبلا أفضل للشباب»، وهي شريحة عمرية لم تشارك نسبة كبيرة منها في الدورة الأولى. لكن محمد العبيدي (51 عاما) الذي يعمل نادلا بمقهى خالفها الرأي إذ قال لفرانس برس «من المستحيل أن أصوت لرئيس لا يشرك بقية الأطراف السياسية في قراراته».

وتنافس 262 مرشحا على 131 مقعدا في البرلمان الجديد (من أصل 161)، خلال انتخابات تمثل المرحلة الأخيرة من خريطة طريق فرضها الرئيس قيس سعيد وأبرز ملامحها إرساء نظام رئاسي معزز على غرار ما كان عليه الوضع قبل الثورة التونسية.

لم يختلف المشهد كثيرا في محافظات البلاد حيث خلت مكاتب الاقتراع من الطوابير التي عهدتها في انتخابات ما قبل العام 2021. وفي محافظة قفصة (جنوب-غرب) قام محمود تليجاني (56 عاما) بانتخاب مرشح تربطه به قرابة عائلية. وقال «أنا هنا لمساندة ابن عمي المرشح، لهذا قمت بالتصويت».


تفرد سعيد بالسلطة في 25 يوليو 2021 عبر تجميد أعمال البرلمان وحله لاحقا، وإقرار دستور جديد إثر استفتاء في الصيف الفائت أنهى النظام السياسي القائم منذ 2014. برر الرئيس قراره آنذاك بتعطل عجلة الدولة على خلفية صراعات حادة بين الكتل السياسية في البرلمان.

وسيكون للمجلس النيابي الجديد عدد قليل جدا من الصلاحيات، إذ لا يمكنه على سبيل المثال عزل الرئيس ولا مساءلته. ويتمتع الرئيس بالأولوية في اقتراح مشاريع القوانين. ولا يشترط الدستور الجديد أن تنال الحكومة التي يُعينها الرئيس ثقة البرلمان.

وقدر الخبراء أن تكون نسبة الامتناع عن التصويت مرتفعة، معربين عن مخاوف من أن تنحرف البلاد عن مسار الانتقال الديموقراطي بعد أن كانت مهدا لتجربة فريدة في المنطقة.

ونددت منظمات تراقب عملية التصويت على غرار «مراقبون» بعدم مدها بإحصاءات المكاتب من قبل الهيئة، قائلة في بيان إن ذلك «يعد مسا صارخا لمبدأ الشفافية وإتاحة المعلومة، مما يضعف من الثقة في العملية الانتخابية».

باحث: البرلمان لن يتمتع بشرعية كبيرة
ورأى الباحث في «مركز كولومبيا» يوسف الشريف أنه «بالنظر إلى عدم الاهتمام التام للتونسيين» بالحياة السياسة، فإن «هذا البرلمان لن يتمتع بشرعية كبيرة. وبفضل دستور 2022 سيتمكن الرئيس القوي من الهيمنة عليه كما يشاء».

دأبت أحزاب المعارضة على تنظيم تظاهرات للتنديد بقرارات سعيد منذ أن أقرها. ويلاحق القضاء العديد من نشطائها. ويترافق الغليان السياسي في تونس مع مأزق اقتصادي فاقمه تعثر المفاوضات الحاسمة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بنحو ملياري دولار.

ورسم الخبير السياسي حمادي الرديسي في تصريح لوكالة فرانس برس صورة قاتمة عن حال تونس، قائلا إن «الوضع الاقتصادي مأسوي والبلاد على وشك الانهيار». من مظاهر الأزمة الاقتصادية تباطؤ النمو إلى أقل من 3%، وارتفاع البطالة إلى أكثر من 15%، فيما تزداد مستويات الفقر الذي دفع 32 ألف تونسي إلى الهجرة بحرا نحو إيطاليا بشكل غير قانوني العام 2022.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«حماس» تنشر رسالة مسجلة لقائد «القسام» محمد ضيف تدعو إلى «الزحف» نحو فلسطين
«حماس» تنشر رسالة مسجلة لقائد «القسام» محمد ضيف تدعو إلى «الزحف» ...
11 شهيدا بقصف إسرائيلي طال 4 منازل في رفح
11 شهيدا بقصف إسرائيلي طال 4 منازل في رفح
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم