قالت السفيرة الأميركية في بيروت إنه يتعين إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في مايو، وسط مخاوف من أن تسعى أحزاب قوية لتأجيلها؛ لأن نتيجتها قد تؤدي إلى فقدان هذه الأحزاب بعض قوتها في مجلس النواب.

وأضافت السفيرة، دوروثي شيا، لوكالة «رويترز»: «هناك إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية»، وتابعت: «لا مجال للمناورة».

وشدد مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي «على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في الموعد المقرر في 15 مايو 2022». ويأتي استحقاق مايو الانتخابي وسط أزمة مالية كبيرة في لبنان، تمثل أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

وستكون الانتخابات هي الأولى لاختيار 128 عضوًا في البرلمان منذ تفجر احتجاجات في أكتوبر 2019، والتي قُدّر أعداد المشاركين فيها في بعض الأحيان بمئات الألوف في دولة عدد سكانها ستة ملايين نسمة، مستهدفة النخب السياسية التي يراها الكثيرون سببًا للفساد وسوء الإدارة على مدى عقود، وفق «رويترز».

- مبعوث الفاتيكان: لنضع نهاية لتربح القلة في لبنان من معاناة الكثرة​
- عون لا يرى سببا لتأجيل الانتخابات البرلمانية اللبنانية بعد انسحاب الحريري

أحزاب «قد تدفع» لتأجيل الانتخابات
وتقول معظم الأحزاب الكبرى والمسؤولون الحكوميون إنهم ملتزمون بإجراء الانتخابات في موعدها في مايو. ويشير محللون إلى أن بعض الأحزاب، بمن في ذلك حلفاء حزب الله القوي المدعوم من إيران الذين يشكلون معه أغلبية برلمانية ضئيلة، قد يتعرضون لانتكاسات في صناديق الاقتراع.

وقال مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، كريم إميل بيطار، إن حركة أمل التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إضافة إلى التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس، ميشال عون سيكونان، أكبر الخاسرين وقد يدفعان باتجاه التأجيل. وأضاف أنهما حليفان رئيسيان لحزب الله ويتراجعان منذ العام 2019.

وأضاف بيطار: «عندما يرى حزب الله أن حليفيه الرئيسيين في موقف ضعف فقد يكون ذلك دافعًا له أيضًا للعمل على تأجيل الانتخابات في حالة وجود تهديد بفقدان الأغلبية البرلمانية». وأكد حزب الله وعون وبري مرارًا تأييدهم لإجراء الانتخابات في موعدها.

وقالت مديرة مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت، مها يحيى، إن الفشل في إجراء الانتخابات في موعدها يشعل المخاوف من زيادة التوتر في العلاقات مع الدول الغربية التي يمكن أن تساعد لبنان على الخروج من الأزمة. لكنها أضافت: «هذه ليست قيادة سياسية راغبة في تفضيل المصلحة الوطنية على مصالحها. بشكل عام، تضيع مصالح لبنان عندما يتعلق الأمر بما يعتبرونها حصصهم الشخصية في النظام».