Atwasat

كشف أول صورة للثقب الأسود في مجرتنا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 13 مايو 2022, 12:15 مساء
WTV_Frequency

بعد ثلاث سنوات من نشر صورة لثقب في مجرة بعيدة، أثبت فريق دولي من علماء الفلك، الخميس، بالصورة وجود ثقب أسود هائل في قلب مجرتنا يحمل اسم «ساجيتاريوس إيه*».

ويذكّر «ظل» الثقب الأسود على قرص مضيء من المادة بالثقب الأسود في المجرة البعيدة «إم 87»، وهي أكبر بكثير من مجرتنا درب التبانة، وفق «فرانس برس». ويرى العلماء في ذلك دليلا على أن آليات الفيزياء عينها تعمل في صلب نظامين من أحجام مختلفة للغاية.

وأعلن مدير مشروع «اي اتش تي» هويب يان فان لانغيفيلدي خلال مؤتمر صحافي في مدينة غارشينغ الألمانية على وقع التصفيق «يمكنني أن أريكم صورة الثقب الأسود ساجيتاريوس إيه * في وسط المجرة».

 ثقب أسود
من الناحية الفنية، لا يمكن رؤية ثقب أسود، لأن هذا الجسم كثيف جدا وقوة جاذبيته قوية لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء الهروب منه. لكن يمكن ملاحظة المادة التي تدور حوله قبل ابتلاعها.

وأوضحت سارة إيسسون من مركز هارفرد للفيزياء الفلكية «لدينا دليل مباشر على أن هذا الجسم عبارة عن ثقب أسود»، موصّفة «سحابة الغاز (حول الثقب الأسود) التي تنبعث منها موجات الراديو والتي لاحظناها».

وتكون الثقوب السوداء نجمية عندما يكون لها كتلة توازي بضع شموس، أو ضخمة للغاية عندما يكون لها كتلة من ملايين أو حتى مليارات الشموس.

وتوازي كتلة «ساجيتاريوس إيه*» (أو «إس جي آر إيه *») الذي يعود أصل تسميته إلى اكتشافه في اتجاه كوكبة القوس، حوالى أربعة ملايين شمس وتبعد 27 ألف سنة ضوئية عن الأرض. وتم افتراض وجودها منذ العام 1974، مع الكشف عن مصدر راديوي غير عادي في مركز المجرة.

- ثلاثة ملايين دولار لمعدي أول صورة عن ثقب أسود

وكانت «آي إتش تي»، وهي شبكة دولية من ثمانية مراصد فلكية راديوية، قد جلبت عام 2019 الصورة التاريخية لـ«إم 87*»، وهو ثقب أسود فائق تبلغ كتلته ستة مليارات كتلة شمسية في مجرته المسماة «ميسيه 87» الواقعة على بعد 55 مليون سنة ضوئية.

وبفضل كتلته الشمسية البالغة أربعة ملايين، يُصنف «إس جي آر إيه*» بأنه خفيف للغاية في مجموعة الثقوب السوداء الفائقة الكتلة.

وقال العالم في مشروع «اي اتش تي» جيفري باور من معهد «أكاديميا سينيكا» التايوانية «حسنت هذه الملاحظات غير المسبوقة بشكل كبير فهمنا لما يحدث في مركز مجرتنا».

في تسعينيات القرن الماضي، رسم علماء الفلك خرائط لمدارات ألمع النجوم قرب مركز مجرة درب التبانة، ما يؤكد وجود جسم مضغوط فائق الكتلة هناك، وهو عمل نال أصحابه بفضله جائزة نوبل في الفيزياء عام 2020.

كيف تمكن العلماء من تصوير الثقب الأسود «س جي آر إيه*»
على الرغم من كون «إس جي آر إيه*» أقرب إلينا كثيرا، إلا أن تصويره يحمل تحديات فريدة. ويتحرك الغاز الموجود بالقرب من الثقبين الأسودين بالسرعة نفسها، بمستوى قريب من سرعة الضوء. ولكن بينما استغرق الأمر أسابيع للدوران حول «إم 87*»، استغرقت الجولات حول «إس جي آر إيه*» دقائق معدودة.

تغير سطوع الغاز حول «إس جي آر إيه*» ونمطه بسرعة خلال مراقبة الفريق له، بما «يشبه إلى حد ما محاولة التقاط صورة واضحة لجرو يطارد ذيله بسرعة»، على ما قال العالم في «آي إتش تي» تشي كوان تشان من جامعة أريزونا. وتعين على الباحثين تطوير أدوات جديدة معقدة لاستخدامها في مراقبة الأهداف المتحركة.

وعلى الرغم من أننا لا نستطيع رؤية الثقب الأسود نفسه، لأنه لا يمكن أن ينبعث منه الضوء، فإن الغاز المتوهج الذي يدور حول الثقب الأسود يكشف عن منطقة مركزية مظلمة (تسمى «الظل») محاطة بهيكل شبيه بالحلقة الساطعة. يلتقط المنظر الجديد الضوء الذي ينحني بفعل الجاذبية القوية للثقب الأسود، والتي تبلغ كتلتها أربعة ملايين مرة كتلة شمسنا. صورة الثقب الأسود «س جي آر إيه*» عبارة عن متوسط للصور المختلفة التي استخلصها فريق المرصد الأوروبي الجنوبي.

والصورة التي حصل عليها الفريق إثر جهود أكثر من 300 باحث في 80 دولة على مدى خمس سنوات، هي نتيجة تجميع صور كثيرة عن الثقب الهائل في مركز المجرة.

ويتوق العلماء حاليا إلى مقارنة الثقبين الأسودين لاختبار النظريات حول كيفية تصرف الغازات حولهما، وهي ظاهرة غير مفهومة جيدا يُعتقد أنها تلعب دورا في تكوين النجوم والمجرات الجديدة.

ومن شأن استكشاف الثقوب السوداء، على وجه الخصوص مراكزها الصغيرة والكثيفة بشكل غير محدود لدرجة تتعطل فيها معادلات أينشتاين، أن يساعد علماء الفيزياء على تعميق فهمهم للجاذبية وتطوير نظرية أكثر تقدما بشأنها.

صورة نشرها المرصد الأوروبي الجنوبي في 12 مايو 2022 للثقب الأسود الهائل «ساجيتاريوس إيه»، وهي نتيجة تجميع صور كثيرة عن الثقب الهائل في مركز المجرة، وحصل عليها الفريق إثر جهود أكثر من 300 باحث في 80 دولة على مدى خمس سنوات. (أ ف ب)
صورة نشرها المرصد الأوروبي الجنوبي في 12 مايو 2022 للثقب الأسود الهائل «ساجيتاريوس إيه»، وهي نتيجة تجميع صور كثيرة عن الثقب الهائل في مركز المجرة، وحصل عليها الفريق إثر جهود أكثر من 300 باحث في 80 دولة على مدى خمس سنوات. (أ ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم